بقلم :: الناجي الحربي
في خطبة هذه الجمعة تناول خطيبنا قضيتين مهمتين تمسان حياة المواطن بعيدًا عن فلسفة الدين والخطب الموجهة .. في الخطبة الثانية تحدث عن الأبقار التي تجوب الشوارع وتقتات على القمامة وأثبت بالدليل القاطع حرمة أكل لحمها وشرب حليبها ولبنها .. وناشد الجهات المختصة بضرورة مصادرة هذه الحيوانات ..
أما في الأولى وهي الأهم فقد تطرق إلى استيلاء بعض المواطنين على الأراضي المملوكة للدولة والأراضي الوقف .. ولم يدخر جهدًا في إيراد الآيات الأحاديث التي تحرم وتجرم الاستيلاء على هذه الأراضي .. وقد دلل على ذلك بقصص عن الخلفاء الراشدين في محافظتهم على المال العام .. كانت الخطبة قوية ومختزلة ومختصرة أيضًا ، كما لو أنها ضربة مؤلمة لأولئك الذين يستغلون الظروف من أجل الكسب غير المشروع ..
خرجت من المسجد وكلي أمل في أن الرسالة قد وصلت إلى من يقصدهم الخطيب الذي استعمل كل كلمات الوعد والوعيد والتحذير والتهديد والويل والثبور بيوم مقداره خمسين ألف سنة لكل من يتعدى أو يعتدي على أرض الوقف ..
في باحة المسجد عندما كنت أهم بالخروج سمعت رجلين يتحدثان عن بيع وشراء قطعة أرض بسعر خيالي .. أحدهما يصف للآخر مكان القطعة فإذا بها ملك عام اعتقد أنها أرض وقف .. ابتسمت بألم وقلت في ذات نفسي : خرّف يا شيخ إبراهيم ..!! الشيخ إبراهيم هو خطبيب المسجد هذا اليوم ..!!