قال رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج خلال زيارته إلى مدينة جادو غرب ليبيا إن الشعب قام بالثورة من أجل بديل ديمقراطي لحكم الفرد، ومن أجل ضمان الحقوق وصون الحريات، وتحديث البنية التحتية، وتطوير قطاع الخدمات وفي مقدمتها التعليم والصحة.
وأكد السراج أن ثورة السابع عشر من فبراير قامت من أجل سياسة ناضجة عاقلة شفافة، لا تحارب طواحين الهواء. .”
وشدد السرج على أن الطريق الآن اصبح واضحا جليا، يبدأ باحترام المسار الديمقراطي، بالاستفتاء على الدستور، ثم الانتخابات التي يختار الشعب من خلالها القيادات التي تنال ثقته، وتملك الكفاءة لتقود البلاد نحو دولة الأمن والاستقرار والازدهار.
وأضاف السراج أنه لا يلوم ولا يدين ولا يعتب ، لأن الكل ملام ومدان بأشكال مختلفة ودرجات متفاوتة، مشيرا إلى أن كلمته هي رسالة يوجهها إلى كل الليبيين، ليدعوهم جميعا إلى تحكيم العقل و طي صفحة الخلاف والتناحر، والالتفاف حول هدف واحد هو بناء ليبيا.
وأبدى السراج تفاؤلا بقرب اجتياز الأزمة وقال “إن بوادر الحل تلوح في الأفق، وتبشر بقرب الانفراج كما أن دخل الدولة يتحسن، وعلينا ألا نضيع الفرصة ، حتى تكون سنة 2018 هي سنة ترسيخ الاستقرار والبدء فى مرحلة البناء والتنمية ، تنمية كل الوطن بطريقة عادلة متوازنة، دون تهميش او إقصاء أو إهمال.
وأكد السراج أن الأغلبية لديها رغبة جامحة في إنهاء الأزمة، وستجرف في طريقها القلة المعرقلة، التي تتعيش سياسيا وماديا من استمرارها.
وأضاف السراج أن البلد يواجه تحديات مختلفة سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، مؤكدا أن بوسع الليبيين حلها، إذا تضافرت الجهود، و توفرت الإرادة، وارتفعنا جميعا إلى مستوى المسؤولية الوطنية التاريخية. وأوضح السراج أن الوطن للجميع ،يبنى بسواعد وعقول جميع أبنائه، مشيرا إلى أن الجميع مدعوون اليوم إلى كلمة سواء وقال: على الجميع أن يدرك بأن التنوع الثقافي هو إثراء لمجتمعنا تزهو به بلادنا وتفتخر. وأشاد السراج خلال حفل أقيم لاستقباله بشجاعة أهل جادو وما قدموه من تضحيات خلال ثورة فبراير، مترحما على شهداء الثورة، ودعا الحضور إلى الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء الأبرار.
واختتم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج مساء الخميس زيارة تفقدية إلى مدينة جادو عقد خلالها عدة اجتماعات مع رئيس وأعضاء المجلس البلدي والقيادات الأمنية والعسكرية وجمع من الأعيان والمشايخ وأعضاء بمؤسسات المجتمع المدني كما اطلع خلال الزيارة على عدد من المشاريع والمرافق بالمدينة..
وكان الرئيس قد وصل في وقت سابق من صباح الخميس إلى جادو يرافقه وفد من كبار مسؤوولي حكومة الوفاق الوطني يضم وزيري الداخلية والتعليم ووكيل وزارة الصحة ورئيس الشركة العامة للكهرباء ورئيس هيئة الموارد المائية.
وفور انتهاء مراسم الاستقبال توجه رئيس المجلس الرئاسي والوفد المرافق لتفقد مشروع اعتمد على العمل التطوعي لنقل المياه من آبار الظاهر إلى التجمعات السكنية، كما عقد اجتماعا بمقر البلدية مع أعضاء المجلس البلدي وفعاليات المدينة ناقش خلاله ما تواجهه بعض المرافق من مشاكل وما تم إنجازه من مشاريع في نطاق البلدية، وزار السراج متحف الباروني الذي تعكس معروضاته الحياة الاجتماعية والثقافية بالمنطقة كما تفقد مستشفى المدينة.
وأقيم خلال الزيارة حفل خطابي ألقيت فيه كلمات مختلفة وأكد رئيس المجلس البلدي وعدد من المتحدثين دعمهم وتأييدهم لما تبذله الحكومة من جهد لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، وعبروا عن تطلعهم لبناء دولة مدنية ديمقراطية.