(خوارج ) اول الأسلام بسند صحيح

(خوارج ) اول الأسلام بسند صحيح

كتب :: زكريا العنقودي
اجازوا الخلافة (للورع التقي) واسقطو شرط القرشية
ـــــــــــــ كانوا (اول ديمقراطيين بالاسلام ) لكن بضربة منجل واحدة حصد (العصملي ) قرون حصادهم

كان خوارج العصر الأول من الاسلام أكثر احتراما ( لم اقل اعتدالا فالعنف كان مسلكهم ) وهيبة وحضورا من خوارج عصرنا هذا .. فهم كانوا اصحاب مشروع سياسي بالأساس ، ولم يكونوا أصحاب مشروع ديني ، لذا لم يختلط الأمر عليهم ولا على كل من جادلهم أو حاورهم أو حتى من حاربهم ..الا ان الاجتهاد الخاطئ لأغلبهم مع شدة التضييق عليهم وما نتج عنه من ردة فعل بشعة من ظرفهم بشعة جعلت المشرع ( بداء من زمن علي كرم الله وجهه ) يخرجهم من ملة والسنة الجماعة ..
كانت اسانيدهم وحججهم بدء من اعتراضهم ع (الحكمين ) وما تلاه من مسائل خلافية (سواء في الرد عليهم او الأخذ منهم ) كلها من القران الكريم ، لأنه المرجع (الدستوري ) الوحيد الذي يتفق عليه كل اولئك المختلفين ، لكن لم يعني هذا بتاتا ان مشروعهم كان مشروعا دينيا بل كان واستمر (وعاش كفكرة وكمقاومة واستقطاب الانصار ) لزمن طويل كمشروع سياسي ،لانهم لم يخلطوا بين السياسي والديني كما يفعل خوارج عصرنا هذا .لربما مع العقود الطوال واحتياج الأمر للتنظير والتأطير اكثر قتمت بعض الاضافات ، لكنه من الاساس ومن السنوات الاولى لظهورهم كان خلاف حول ما نص عليه المشرع وهو القرشي المنتصر بعد الفتح وبعد حروب الردة بأن امر الخلافة لا يكون الا لقرشي .. (وهو طرف هو نفسه لم ينجو من الاختلاف السياسي من داخله ايضا فانشق البيت على نفسه لطرفين احدهما اختار شرط الهاشمية للخلافة ..وهو ما لحق به اسم الطرف الشيعي فيما بعد ..والأخر هو ما اختاره أهل السنة والجماعة بقولهم لا تحق الا لقرشي مهما كانت قبيلته أو اصله وحسبه ) .
لذا جاء الوقت لنعترف بننا لم نخرج بعد من ( سقيفة بني ساعدة ) ..وان خلاف الأمة هو خلاف سياسي بالأساس ولم يكن يوما خلافا دينيا ، الا ان اطرف البيت الواحد سارعوا مبكرا لكساء هذا الخلاف بثوبه الديني ، فاخد الصراع مع طول الزمن ثوبه المذهبي والذي لازلنا نعاني تباعته (الدموية ليومنا هذا )..
يظل وحدهم خوارج الزمن الاول كان خروجهم من الاساس (سياسي المنشاء ) وظل كذلك الى نهاية امرهم ،حتى (خروجهم العسكري ) سخروه لهذا الهدف وكم كانوا قساة فيه ،كانوا وظلوا لقرون طوال اوفيا لمبدا ان الخلافة تحق شرعا لأي مسلم متفق على اسلامه مستندين على نص لا يشك في امره مسلمان اثنان وهو ( لا فرق بين عربي ولا اعجمي الا بالتقوى ) ………….
يظل وختاما ضرورة ذكر ثلاث مفارقات اولها .
اولها .. وهي تؤكد انه لا فرق في اغلب العقيدة واصولها وثابتها بين الخوارج واهل السنة لأن الخلاف (سياسي المقام ) ، ان البخاري اخرج كذا حديث عن (عمران بن حطان ) وهو كبير من كبرائهم بل وشاعرهم وعده رواة الشعر العربي من افضل العرب شعرا ، وما ظلمه من التدوين له الا كونه خارجي ، وشاعرهم ( تعادل منصب الناطق الرسمي بزمننا هذا ) وفوق ذا وذاك كان (بن حطان) هو مادح (بن ملجم )قاتل سيدنا علي كرم الله وجهه ..مع كل ذلك اخرج له (سند الاسلام وحجة حديثه ) الأمام الاعظم (البخاري ) كذا حديث صحيح .
تأني هذه المفارقات انه ومع طول حربهم في سبيل هدفهم السياسي ( ان التقى والورع شرط الخلافة وإن كانت لعبد اسود )..على رايهم بزمنهم ………..وانهم بكل محاوراتهم ومحاججتهم مع من ارسل لهم من علماء الامة لم يجدوا من يرد عليهم سندهم ( لا فرق بيت عربي او اعجمي الا بالتقوى ) والا لعادوا عن حربهم كما عاد اغلبهم مع (عبد الله بن العباس رضي الله عنه ) حين ارسله سيدنا علي كرم الله وجهه ليحاجهم في مسألة الحكمين ..بهذا الثبات على الهدف السياسي والإستماتة في الدفاع عنه يكون الخوارج وبمقاييس زمننا هذا هم
ـــــــــــــ(اول ديمقراطيين في الاسلام ) ………
في حين خوارج عصرنا ورغم الفارق في الزمن ابعد ما يكون عن هذا المطلب …….اتفقوا في الدموية لكنهم اختلفوا في نبالة الهدف …هذا اضافة للعديد من اوجه الاختلاف والتي ذكرنا اولها كون الاقدمون كانوا اصحاب مطلب سياسي ..واصحاب راي .. وافياء لفكرة كل حربهم كلها لاجلها مع ذلك فهم لايمانعون محاورتهم او مجادلتهم ..بل والأخد والرد معهم بل و(اذعانهم ) حين تقام عليهم الحجة وهذا ماذكرنا امره سالفا عن عن تنازلهم (لابن عباس ) حين حاججهم ب(النهروان ).
فلم تكن حربهم بحرب دينية ولم يدعوا بحق الحكم لأنفسهم أو عصبتهم بل كانت حربا لأجل مداولة السلطة بين المسلمين وعدم وضعها حكرا ع اغلبية او عصبية او قبيلة ……
كان علماء (السنة والشيعة حينها ع يسندون ظهر بعض للرد على هؤلاء استمرت المقارعة لقرون حتى انتهت النتائج لما لم يحسبوا له حساب او يضعوه حتى كخط توضيحي لاعادة التفكير فيه لاحقاء ) ..وهذا ما سياتي بيانه في المفارقة الثالثة
ثالث هذه المفارقات واغلبها اثارة للاستغراب ..ان ما زرعه الخوارج لقرون ..جاء روم الشرق (العصمليين ) ليحصدوه بضربة منجل واحدة .. فسرقوا الخلافة وذهبوا بها بعيدا عن كل بلاد مهد الاسلام ، بل وعملوا سريعا على الغاء ما اجتهد عليه علماء الامة من ايام الفاروق عمر في جعل مجلس الخلافة ودوايين الامة وحجابتها وادارتها وبريدها لا تنطق ولا تكتب إلا بلغة قرانها أي العربية ..وجعلها (روم المشرق ) بين ليلة وضحاها تكتب بلغة لا تمت لا للإسلام ولا لكتابه ولا لحديثه وسنته ، فرفعوا في كل بلاد الاسلام (الخازوق لمن يقف في وجه كل هذه القرارات ) فهم كانوا قد قرروا مسبقا انهم جاءوا لمصادرة ، كل هذا الارث الاسلامي العظيم وجعله مشروعا قوميا (لهم ) تصب كل نجاحاته تلك التي ناضل وجاهد لأجلها الاباء والأجداد ومن عهد رسول الله ..بل وتصب زكاته وخراجه لا بل ما أضيف عليها من طرفهم من ضرائب لاتعد ولا تحصى بلغت (ميري ) أي ضريبة لأجل زيتونة و(ميري) لأجل (الطفل الوليد ) في جيوب وعمائم سلاطينهم ……………
سقط الخوارج ورومانسية احلامهم كما سقطت دمويتهم و وحشيتهم وما فعلت اياديهم من آثام …ولم يتبقى الا ما توافقوا عليه مع امة الإسلام ………..كذلك سقط الأمر بين ايدي علماء اهل السنة والجماعة وعنادهم لقرون وهم يرددون (لا خلافة الا لقريش ) ليكتبوا ويجيزوا وبأختامهم ان الخلافة تجوز حتى للرومي الذي لا يجيد العربية و(يبرطم )في صلاته بركيك لغة العجم ..
………………………………………..حين نراجع تاريخنا نجد كم كبير كجبل من الأخطاء ، وها نحن الأن في الالفية الثالثة نتكئ على ذاك الجبل وننظر للأمام ليس لنتعلم من ماضينا (فكل ما يحدث يؤكد عكس ذلك ) ..لكن بل لنكرره وبأكثر قساوة (اكيد ان الأمر يحتاج لبحث جيني ) فيبدو اننا امة حين تجاوزنا التاريخ …قررنا ان نتفرغ لقتل انفسنا بل وان نبرع ونستبسل في تاكيد هذه المسألة .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :