محمود السوكني
أعداد الشهداء الذين يتساقطون كل يوم بالألاف على آديم الأرض الفلسطينية المحتلة قد لا يثير إهتمام الأشقاء وأبناء العمومة وقد لا يعنيهم أصلاً ، ولكنه لفت إنتباه المنظمة الأممية التي نبهتنا إلى الهدف الأساسي من هذه المجزرة عندما تشير في بياناتها وعبر تصريحات مسئوليها مؤخراً بأن أربعة عشر ألف طفل كانوا ضحايا هذا العدوان الهمجي حتى الآن ، وأن عشرة ألاف إمرأة كن من ضمن الشهداء الأربعة وثلاثين ألفا ، وهو ما أكده وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” خلال جلسة إستماع في الكونغرس بأن (إسرائيل قتلت أكثر من 25 ألف امرأة وطفل في قطاع غزة منذ بداية الحرب) !
ما دلالة ذلك ؟! وما الذي تجنيه دولة العصابات الآثمة من إستهداف أطفال بترسانتها الحربية وبالدعم(الصلب) الذي تلقاه من أمريكا وأذنابها ؟
وكيف لجيشها الذي لا يقهر -حسب زعمها- أن يعلل مطاردته لأطفال قُصّر لا حول لهم ولا قوة؟
ولماذا إستهداف النساء وهن لا يقوين حتى على الهرب ؟
الجميع يعلم حتى وإن حاولوا إخفاء الحقيقة الدامغة أن فلسطين وطن عربي شديد النقاء والولاء لعروبته وأن الفلسطينيين هم سكان هذا الوطن الأصليين ولا ينازعهم أحداً في الإنتماء لهذه الأرض التي حباها الله بتاريخ مجيد وتراث باذخ عظيم لا يجب أن يشوه بأقدام نثنة لشذاذ الآفاق، هنا يبرز العامل الديمغرافي للمكان الذي لا يستطيع الكيان المسخ أن يتحكم في شرايينه إلا بالتصفية الجسدية التي تتطلب وقتاً وجهداً وعمراً يفوق عمر بني صهيون !
هم يسعون إلى إبادة هذا الشعب بأي صورة كانت وما إستهدافهم الأطفال وسحقهم للنساء إلا وسيلة ماكرة لقطع الشريان الذي يغذي المقاومة ، فهل يتسنى لهم ذلك ؟ خاصة وأن الأشقاء وأبناء العمومة لازالوا خارج نطاق التغطية . أم أن الرد الإيراني رغم ضآلته قد أفاقهم وجعلهم يدركون أن صحوة المسلم شديدة المرارة بالغة القسوة وأن هذا الكيان المهتريء إلى زوال لا محالة رغم أنف أمريكا وذيولها الهشة .