مهارات وقدرات بشرية تتحدى الإعاقة

مهارات وقدرات بشرية تتحدى الإعاقة

تقريروهيبة الكيلاني : مبروكة فتحي

لقد وجد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في كل العصور ولكن نظرة المجتمعات إلى هذه الفئة من الأفراد قد اختلفت من عصر إلى آخر وتبعا لمجموعة من المتغيرات والعوامل والمعايير فقد كان التخلص من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هو الاتجاه السائد في أيام اليونان والرومان باعتبارهم أفرادا غير صالحين لخدمة المجتمع. ناهيك على أن قدوم أي طفل يعني تغييراً في الأسرة ويعني ذلك المزيد من الالتزامات المالية والأخلاقية والاجتماعية وإذا كان الطفل العادي يخلق تغيراً داخل الأسرة ويترك آثارا في الأدوار الاجتماعية للوالدين ويزيد من مسؤولية أفراد الأسرة فإن الطفل ذو الحاجات الخاصة لا شك سيكون أكثر تأثيرا ويحتاج الكثير من التضحية والالتزام .

عن هذا الموضوع استطلعت فسانيا أحوال وظروف ذوي الاحتياجات الخاصة وكيف تحدوا الإعاقة. محاسب ماهر ومن جهتها أوضحت “أ\ م” : عندما بلغ السنة الأولى من عمره اكتشفت عدم قدرته على النطق وعدم استجابته لي والتواصل مع من حوله فإذا نظرت إليه انصرف بعينيه عني وإذا مددت يدي لأحتضنه يرفض ذلك بشدة فانطلقت به إلى الطبيب الذي أخبرني أن ابني مصاب بالتوحد لم يتمكن مني اليأس وقررت أن أبذل كل ما في وسعي من وقت وجهد لأتقدم به على درب الحياة ” وأضافت :” فواظبت على العيادة والتزمت بتعليمات الأخصائي في متابعة ابني وتعليمه الآداب المختلفة والتواصل مع من حوله حتى بلغ الثامنة من عمره فألحقته بمدرسة عادية إلا أنه كان أكبر من أطفال السنة التي التحق بها وصاحبته بالفصل أخصائية تربية خاصة تعيد له الدروس بطريقة مناسبة له بعد أن تشرحها مدرسة الفصل للأطفال الطبيعيين ” وأشارت “: حرصت على التواصل مع المدرسة بزيارتها والتزام كافة التعليمات وأداء الواجبات المنزلية لابني وبحكم مرضه كان يقتصر على أكل نوع معين من الطعام فتعاونت مع المدرسة على تدريبه في المنزل والمدرسة على ذلك ” وأكدت “: هكذا استمرت صابرة وصامدة واضعة نصب عيني هدف نبيل وهو نجاح ابني في حياته فزرعت الثقة بنفسه فجعلته مؤمنا بأنه يستطيع أن يحقق إنجاز ” وجددت تأكيدها :” حتى انتهى من تعليمه الجامعي بكلية التجارة ويعمل الآن بشركة وتقاريره ممتازة ووصل إلى درجة رئيس قسم “

أناديه بالمغولي ومن جهتها أوضحت لنا مسؤولة المنزل نجوى ع ” وهي لديها طفل اسمه محمود من ذوي الاحتياجات الخاصة عمره 10 سنوات ” : أنني أتعامل معه كبقية إخوته في المنزل لكني لا أخرجه من المنزل خوفا من نظرة الناس له فلا أريده أن يشعر بأنه منبوذ فإخوته يعاملونه معاملة خاصة للغاية يدللونه كثيرا ولا يزعجونه ” وأضافت :” أنني أناديه دوما بكلمة “مغولي” حتى إذا جاء يوم وقالها له أحد الناس لا يتصرف معه بعنف ويقبلها بكل روح رياضية صحيح أنني كنت أتضايق من هذه الكلمة ولكني خائفة جدا على نفسية ابني ” وأكدت :” هناك مراكز مختصة ولكني أسكن خارج مدينة سبها وليس هناك من يقلني لهذه المراكز وحتى حالتي المادية غير ميسرة لأحاول علاج ابني وهذا ما يزيد من حزني لأن يداي مكتفة ولا أستطيع فعل شيء لابني المغولي ” وجددت تأكيدها :” عندما كان صغيرا وجدت مساعدة من أحد الأشخاص ودلني على الضمان الاجتماعي بحيث وضع لي أوراق ابني وكل شهر يتحصل على مرتب يساعدني على تلبية متطلباته في الحقيقة لا يكفيني بشكل كامل ولكن يكفي الحاجات المهمة فقط ” وأشارت :” الناس غالبا ما يسألونني عنه كنت حساسة جدا في السنوات الأولى حيال ذلك ولكن الآن أصبحت أفضل فهو ابني في نهاية الأمر وأحبه كأطفالي الباقين ” طموح علمي وأوضح من جهته السيد عبد العزيز والد أميمة وهي كفيفة وعمرها 24 سنة :” ابنتي الآن مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة فقد بذلت كافة جهدي للوصول بها إلى أعلى الدرجات العلمية فقد شجعتها على طلب العلم حتى حصلت على ليسانس الآداب قسم الفلسفة ” وأكد :” ساعدتها على القراءة في الكثير من الكتب ومواصلة دراساتها العليا حتى حصلت على الماجستير ” التأخر في النمو ومن جهتها أوضحت لنا السيدة مريم خ :” وهي أم لطفلة عمرها 9 سنوات ” : عائشة ابنتي من يراها لا يدرك أن عمرها 9 سنوات إنما يظن أنها صغيرة جدا فالنمو لديها بطئ للغاية فعندما كانت صغيرة كان الأطفال في عمرها يجلسون ومن ثم يمشون ولكن ابنتي لم تتطور أبدا ولم تكبر ولا يوم وعندما مرت سنة على ولادتها قررنا أنا ووالدها أن نسافر بها لنرى وضعها الصحي وعند وصولنا لتونس قال لنا الطبيب هناك أن ابنتي ليست طبيعية وتعانى من النقص في النمو وغيرها من الأمراض ” وأضافت :” فكانت صدمة كبيرة لنا ولم نستطع تحمل ذلك فهي ابنتي الوحيدة ولكن قلنا لن نتوقف عند هذا الطبيب وذهبنا إلى عدة دول أخرى وأطباء داخل ليبيا ولكن دون جدوى فكانوا يقولون لنا نفس التشخيص ولم أكن أريد أن أخرجها للناس لكي لا يشفقوا عليها أو ينظروا إليها نظرة إحسان فهذا كان يدمرني من الداخل ” وأشارت :” كنت عندما أخرج أذهب بها عند أمي لتعتني بها حتى أعود وكثيرا من الناس كانوا يدلوني على الضمان الاجتماعي وكنت أشعر بأنهم يهينوني بهذه الكلمات فلم أتقبل في ذلك الوقت كون ابنتي من ذوي الاحتياجات الخاصة ” وأكدت :” مع مرور الوقت بدأ زوجي يساعدني على تخطي هذه المرحلة حتى تحسنت نفسيتي وبدأت أرى الأمور بإيجابية وبدأت أحاول مساعدة ابنتي على النمو وعندما بلغت ابنتي السابعة بدأت تخطو خطوتها الأولى صحيح متأخرة للغاية ولكن غمرتنا الفرحة أنا وأباها بهذه الخطوات فأحسسنا بالرغم من وضعها أنها تطورت ولو قليلا في نموها “

بهجة البيت وفرحته ومن جهتها تحدثت السيدة فاطمة محمد :” وهى أم للطفل عمر وعمره 8 سنوات :” ابني عمر كثير الحركة والنشاط بالرغم من كونه مغوليا فهو يساعدني في المنزل ويساعد إخوته فالجميع يحبه لأنه يحترم الجميع أنني أعتبره فضل ونعمة من رب العالمين فهو بهجة البيت وفرحته فكونه يدرس بمدرسة داخلية بالأردن فيبتعد عنا طيلة فترة دراسته عندما يذهب نبكي من شدة ألمنا لفراقه وعندما يقترب مجيئه نجهز له كل ما يحب وكل ما يسعد له قلبه وننتظره بلهفة وشوق حتى يصل ” وأضافت :” أنني مؤمنة بالله عزة وجل ولم أشتكي يوما من كون ابني من ذوي الاحتياجات الخاصة فالله أعلم كم أحب عمر ولم أهتم يوما بالناس وكلامهم لأنني أعلم أنهم لا يعرفون كم أنني متعلقة به “

مزارع ناجح من جهته قال ” م/ع” معوق ذهنيا إعاقة خفيفة “: لقد تقبل والدي راضيين بقدر الله وقدره ولكن لم يعزلوني عن المجتمع بل حرصا على اختلاطي بالأطفال لأتعود الحياة الاجتماعية ” وأضاف “: كما حرص والدي على ذهابي للمدرسة العادية كمستمع مع عدم تقييدي في سنة معينة فحضرت جميع المراحل وكان والدي يصطحبني في كافة الأنشطة التي يقوم بها حتى أصبحت شبه سوي ومؤهلا لممارسة الحياة معتمدا على نفسي فأعطاني الفرصة للخروج بمفردي والتعامل مع الغير ” وأكد :” كما علمني والدي الزراعة في أرضنا التي نمتلكها حتى وصلت إلى سن الزواج فتزوجت ولدي الآن ولد وبنت طبيعيان ” المنظور الديني ومن منظور الدين الإسلامي الشيخ “علي المعاضد “أوضح : ” رعاية المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة من أحد المعايير المهمة لتقدم المجتمعات والدول وقد اهتم الإسلام اهتماما بالغا بالمعاقين وأولاهم رعاية وعناية خاصة فقد كرم الإسلام المعاقين وحرص على عدم جرح مشاعرهم ” وأضاف :” الشواهد على ذلك ففي الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(ترك السلام على الضرير خيانة) وهذا الصحابي عبد الله بن أم مكتوم وهو رجل أعمى جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عنده أكابر القوم يدعوهم إلى الإسلام فأعرض عنه فنزلت في حقه آيات عتاب رقيق للنبي صلى الله عليه وسلم جاءت في سورة “عبس” لتثبت للجميع أن المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة هم جزء مهم لا يتجزأ من المجتمع ” وأشار :” أن رعايتهم والعناية بهم وتقديم الخدمات المتميزة لهم وبعد هذه الحادثة كان النبي يبسط رداءه لابن أم مكتوم ويقول له مداعباً “أهلاً بمن عاتبني فيه ربي “وأيضا الصحابي عمرو بن الجموح كان أعرج شديد العرج وكان له أربع بنون وكانوا يشهدون مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد فلما كان يوم غزوة أحد أرادوا حبس أبيهم عن الخروج ” فقالوا له : قد عذرك الله (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج) فأتى عمرو بن الجموح رسول الله فقال : إن بني يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك فو الله إني أريد أن أطأ بعرجتي هذه الجنة فقال الصادق الصدوق صلى الله عليه وسلم :” أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك ” وقال لبنيه ” ما عليكم ألا تمنعوه لعل الله يرزقه شهادة ” فأخذ عمرو بن الجموح سلاحه وخرج فلما صفت الصفوف استقبل القبلة وقال : اللهم أرزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي وقاتل فكان ممن قتل شهيداً يوم أحد فقال رسول الله ” والذي نفسي بيده أن منكم من لو أقسم على الله لأبره وإن عمرو بن الجموح منهم ولقد رأيته يطأ الجنة بعرجته “

أخصائية نفسية

وأوضحت لنا الأخصائية النفسية عائشة عبد السلام “: أن نجاح المعوق في الحياة يبدأ من البيت ويحتاج إلى مجهود وصبر وإرادة قوية ويعتمد أساساً على الأم لأنها الملاصقة للطفل فالأم هي العامل الأساسي لابد أن تواظب على العيادة والمدرسة وتنفذ تعليمات المدرس حرفياً “

وأضافت :” كم من أمهات حققن إنجازات لا يستطيع الطفل الطبيعي أن يحققها وتؤكد الأرقام أن في العالم العربي نحو 15 مليون من ذوي الاحتياجات الخاصة ” وأكدت :” لذلك نقدم لكل ما لديه طفل مختلف له احتياجات خاصة نماذج لأطفال نجحت أسرهم في مساعدتهم على اكتشاف قدراتهم ليبتسموا للحياة وليشعروا بأيادي الأمل تمتد نحوهم ليعيشوا حياتهم الطبيعية كأي إنسان عادي معتمد على نفسه “

فئات ذوي الاحتياجات الخاصة

من جهته يقول أحد موظفين الشؤون الاجتماعية سبها موضحا :” ذوي الاحتياجات الخاصة نوعين منهم الموهوبين وهؤلاء يكون الاهتمام بهم أقل من غيرهم ويكون محدود وقد قامت الشؤون الاجتماعية ببرنامج في عام 2014 يتعلق بالطفل وبرزوا الموهوبين منهم ويكون تكريمهم بهدايا قدمناها لهم “

وأضاف :” قامت أيضا وزارة الشؤون الاجتماعية بمسابقة للمبدعين ومنحت لهم جوائز قيمة والنوع الثاني هم حالات الدون الطبيعية يطلق عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة وبعض الناس يطلق عليهم معاقين ونقدم لهم بعض الخدمات النقدية إذا توفرت السيولة وبعض الحاجات العينية “

وأشار :” الأهم من هذا أن لهم قسم خاص في التضامن الاجتماعي وهو جزء من وزارة الشؤون الاجتماعية وتشرف عليها الإدارة العامة لصندوق التضامن “

وأكد :” ولا يوجد مركز متخصص لهذه الفئة هنالك كما ذكرت سابقا قسم خاص لهم في التضامن الاجتماعي ولكن إذا كان هناك حالة خاصة ممكن إرشادها أو توصيلها بالسيارة ومن الممكن أن نقدم لهم خدمة “

وجدد تأكيده :” لم يمنح المجتمع لهذه الفئة حقها بالكامل سواء كان عبر وسائل المواصلات أو توفير ما يحتاجونه بسعر رمزي أو مجاني .في الحقيقة قام التضامن الاجتماعي بتوفير بعض من هذه الأشياء ولكن ليست كافية وتأتي على فترات معينة وقد تغيب فترات كثيرة وهذا المواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى خدمات فنقول أن هناك قصور في هذا الجانب “

المجتمع وذوى الاحتياجات الخاصة

وأفاد بقوله:” المجتمع غير واع بشكل كاف لكيفية معاملة هذه الفئة ونجد هذا في توفير فرص العمل والآن في بعض اللوائح تحث على نسبة معينة من العاملين في القطاعات يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصا ما يتعلق بالتدريب ففي الفترة الأخيرة تدنت وسائل التدريب والمناشط التي تساعدها هذه الفئة لكي يقوموا بدورهم في المجتمع ولا يكونوا عالة على هذا المجتمع ويكونوا منتجين ومبدعين ” واستطرد بقوله :” تجد مع الأسف الشديد فئة الأمراض العقلية أو المقعدين أولياء أمورهم غير قائمين بواجبهم تجاههم أو تجدهم يضعونهم في غرفة لوحدهم ولا يهتمون بهم نفسيا بل بشكل ظاهري فقط “

. شخصيات الآباء والأمهات

تقول الصيدلانية منى إبراهيم ” تشير الدراسات إلى أن ميلاد الطفل المعاق يؤدي إلى استجابات انفعاليه معينه لدى الوالدين ، طبيعي أن هذه الاستجابات لن تكون متشابهة عند جميع الأسر كما أنه ليس من الضروري أن تمر جميع الأسر بهذه السلسلة من الاستجابات فالاستجابات الوالدية في هذا المجال ستختلف كنتيجة طبيعيه لاختلاف نوع الإعاقة ودرجتها وكذلك نتيجة لاختلاف شخصيات الآباء والأمهات وكذلك السن الذي اكتشفت فيه الإعاقة إضافة إلى عوامل بيئية وثقافية أخرى تؤثر على استجابة الوالدين لواقع الطفل المعاق “

وتضيف بقولها “لابد من أن تتعرف الأسرة على مفهوم التربية الخاصة وهو نوع من التعليم المختص في تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بحيث يلبي حاجات الطفل بأسلوب يراعي الفروق الفردية بين الأطفال من حيث درجة الإعاقة ( عقلية ، بصرية ، سمعية ، أو حركية) وتهدف إلى مساعدة المتعلمين على بلوغ أقصى ما تسمح به قابليتهم من تحصيل وتكيف ، وقد يحدث هذا التدريس في غرفة الصف العادية أو في أوضاع تعليمية خاصة”

وتضيف “بأنه لا تختلف التربية الخاصة عن التربية العادية ولكنها تتميز بخصوصية تتمثل في الأبعاد الإضافية أو الفردية ويعتمد مدى حاجة الطالب إلى التربية الخاصة على عدة عوامل من أهمها اختلاف نموه عن النمو الطبيعي وعليه فإن حاجة الطالب الذي لديه اضطراب كلامي بسيط في التربية الخاصة لا تعادل حاجة الطالب الذي يعاني من إعاقة سمعية شديدة مثلا”

دوافع العمل

أما أسماء المهدى وهى معلمة في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة تقول إن “العمل في حقل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة له دوافعه التي لا يضطرها فقط ذلك الجانب الإنساني الحافز لمعاونة هذه الفئات من ذوي الإعاقات المختلفة كبشر لهم استحقاقاتهم، وينبغي أن يكون لهم موقعهم وفرصا متاحة لهم ولكن من بين هذه الدوافع أيضاً حاجة المجتمع لتعميم النعم والخيرات لتشمل أيضاً هذه الفئات وليتم انتشالها مما خلقت به قدريا لانتزاع ذلك الشعور الغائر في ذواتهم بأن عجزا ما أو قصورا في طاقاتهم يحرمهم من فرص متاحة لإخوانهم الأسوياء”

الرعاية والاعتناء

تضيف بقولها “فالرعاية والاعتناء بذوي الإعاقات هو بواقع الأمر جزء من الفطرة السليمة والخيرة التي جبل عليها مجتمعنا وعرفها أجدادنا ويواصلها الأبناء والأحفاد بغية تكوين منظومة مؤسسية تحقق لهؤلاء الأفراد الفرص كافة التي يمكنها أن تحولهم إلى طاقات منتجه وإلى أفراد لا تحاصرهم إعاقاتهم في زوايا معتمة من الحياة غير أن في مجتمعنا عقول مستنيرة، وأياد خيرة ورسمت لهذه الرعاية سياسات تضل هي وأن لم تتفوق على مثيلاتها في دول متقدمة”

مثل وقيم

تقول يقين المبروك أخصائية اجتماعية “أن الرعاية والاعتناء بفئات ذوي الاحتياجات الخاصة صار من الدلالات والمعايير العالمية التي تقنن في المجتمع تحضره وتدل على نبل وعظمة مثله وقيمه ذلك لأن هذه الفئات لا يكون الاعتناء بها لمجرد إضافه طاقة اقتصادية إلى طاقة الأسوياء ولكنها واجب وضرورة تضيف إلى الضمير الجماعي في المجتمع ارتياحا كونه مد اليد بسخاء واهتمام إلى هذه الفئات وهم فلذات أكبادنا وأشقائنا وأبناءنا الذين لابد من أن نأخذ بأيديهم إلى عالم رحب مليء بالمتغيرات، ويسهر ببحوثه وابتكاراته ومنتجه العلمي المتنوع لتذليل كافة العقبات وتقديمه البدائل التي تدحض هذه الإعاقات وتعالجها أن تقزم من آثارها ومن ذلك فإن كل أسرة اليوم عليها ألا تتعامل مع الإعاقات التي تستقبلها بمثل ما كانت تتعامل معها في السابق ذلك لأن بلدنا نجح في توفير عدة مؤسسات اجتماعية يشار لها بالبنان والخدمات فيها مثالا تحتذي به والطاقات المتاحة لها تتفوق على مثيلاتها في دول متقدمة”

وتضيف بقولها “أننا جميعا مطالبين بأن نواصل الجهد من أجل هذه الفئات لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة والتى صار لها رصيد كبير ونسهر على تطويره ومواصلته وتحديثه ليتماشى مع التطورات في مجتمعنا والعالم ولنكون جزءا من منظومة مجتمع أنشأ وأضاف وشيد مؤسسات عظيمة لهذه الفئات يؤدي رسالته بصدق ووفاء برغبة خالصة “

وأخيراً:

يعد التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أصعب المشاكل النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها الأسرة فقد يدفع الأبوان بحسن نية الطفل المعاق إلى مزيد من المشاكل والانحرافات أو قد يسيران معه على درب التطور والنجاح ولكي نفهم التربية الخاصة يجب علينا معرفة من هم ذوي الاحتياجات الخاصة ونقصد به الطفل الذي يختلف عن الطفل الطبيعي من حيث القدرات العقلية أو الجسدية أو اللغوية أو التعليمية إلى درجة يصبح ضرورياً تقديم خدمات خاصة وطريقة خاصة في التربية السلوكية والتعليمية .

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :