رد الفعل العربي !

رد الفعل العربي !

___________________________محمود السوكني___

يلجأ اغلب (الأشقاء) عند حدوث المصاب  إلى النحيب وكل أساليب العويل الذي  يجدونه متنفساً يدفنون فيه أحزانهم وهوانهم وقلة حيلتهم ، ولعل مايحدث منذ حادثة إكتوبر المجيدة خير شاهد على ذلك ، فالموت يتربص بكل متحرك في غزة وفي الضفة الغربية أيضاً  ولا يجد في مواجهته سوى الدموع -هذا إذا ما إستثنينا المقاومة الباسلة التي أيقظت فينا الأمل- فهل اعادت  الدموع يوما أنفاس من فارقوا الحياة ؟ أم كان النحيب ترياقاً نداوي به جروحنا ويشفي غليلنا ؟

والإحتجاجات ورديفها الإستنكار هل بثت الروح في عشرات الألاف من الشهداء ؟ الذين لا ذنب لهم سوى تشبتهم بالأرض !

وسط تخاذل دولي مثير ، وسلبية فجّة من الجميع ، يواصل الكيان الصهيوني حرب الإبادة من قتل الأنفس إلى تجريف الأراضي إلى حرق الأخضر واليابس وهدم كل ما قائم مع الإستمرار في منع وصول الأدوية والمؤن الغذائية وحتى حرمان الأطفال من التطعيمات التي بح صوت منظمة الصحة العالمية وهي تطالب حكومة النتن بتوفير ممرات أمنة لتسهيل وصوله لجهات الإختصاص دون فائدة تذكر !

أخر ماتفتق عنه ذهن وزراء حكومة العدو تشويه أول القبلتين وثالث الحرمين بتشييد كنيس يهودي حتى يكون عذراً للصهاينة كي يدنِّسوا المحراب المقدس !! فماذا كان رد فعل المسلمين ؟ قام الرجل الطيب إمام الأزهر الشريف بتوجيه نداء عاجل لحكومات الدول الاسلامية للوقوف صفاً واحداً في وجه هذا التصرف الأرعن من النتن وعصابته ؛ فما الذي تستطيع فعله تلك الحكومات ؟ أنا شخصياً أعتقد أن هذه الحكومات لا تملك أن تفعل شيئاً مؤثراً يمنع حكومة الإحتلال من تنفيذ مخططها ، وقد لا يتجاوز حد الفعل عندها كما المرات السابقة التنديد والإستنكار وإستهجان هذه (الأفعال المشينة) التي قد تشعل المنطقة وتوسع دائرة العنف وهو بالضبط ماصرح به رئيس المجلس الأوروبي الذي يدعو الفلسطينيين إلى ضبط النفس !!

التيار المتشدد في الكيان الصهيوني بدأ يردد شعار (إحتل .. اطرد .. إستوطن) وهو ما ينتهجه الإحتلال ويشجع عليه ، فكل التصريحات المتداولة في الٱونة الأخيرة تدعو إلى الإستيطان في غزة الٱن وقد تكون الضفة الغربية تالياً ولا اعلم أين ستكون  البقعة الثالثة ولا عزاء لأصحاب أوسلو ،  ولا شأن يذكر للقاء التاريخي في واشنطن ،  ولا للمفاوضات المطولة في المنتجع الريفي (كامب دايفيد) . الكلمة الفصل لمن يمتشقون السلاح ولا مكان لعشاق سوق عكاظ !

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :