رسالة إلى فخامة الرئيس الجزائري (عبد المجيد تبون)

رسالة إلى فخامة الرئيس الجزائري (عبد المجيد تبون)

  • د. محمد عمر غرس الله
  • باحث أكاديمي، ودبلوماسي ليبي سابق

شقيقنا العزيز المحترم:

تحية أخوية

بعدما طرحتم في مسودة الدستور الإقرار بالسماح بالتدخل العسكري خارج الحدود، في إشارة واضحة تتعلق بليبيا، وعطفاً على تنسيقكم الواضح مع العدو التركي أردوغان.

من باب المحبة والأُخوة والحرص – وليس من باب إلقاء المواعظ – أرجو أن تستمع – شقيقنا العزيز فخامة الرئيس ومستشاريك – لمحاضرة عن (القوة وفائض القوة):

(https://www.youtube.com/watch?v=UZgtQqiaswU&feature=youtu.be)

للدكتور)فاضل البراك(، رئيس جهاز المخابرات العراقي في الفترة بين (1982 – 1989م)، ومستشار الرئيس العراقي صدام حسين (1989 – 1992م)، فاضل البراك – هذا – كان رافضاً لإحتلال العراق للكويت، وترأس لجنة – وهو مستشاراً للرئيس – قدمت مقترح بإنسحاب الجيش العراقي من الكويت، وفيما بعد تم إعدامه رمياً بالرصاص على هامش موقفه هذا (حسبما يقال)، ففي محاضرته فائدة مهمة ونصيحة كما تقول العرب بــ(جمل)، فصديقك من صدقك لا من صدّقك.

فخامة الرئيس، لعل فيما يقوله (د. فاضل البراك) ما يفيدكم إخوتنا وأشقائنا الإعزاء، كي لا يتكرر ما حصل للعراق من وراء موضوع الكويت ومشاكل (أبار النفط والمجال الحدودي)، حيث نتمنى أن لا يكرر العربي أخطائه مرة أخرى (فنحن نخاف على الجزائر أيضاً)، ولا تأخذ هذا العربي العزة بالإثم، وأن لا يغتر ويعجبه (فائض القوة)، فيطلق كل أسبوع – بالإتساق مع تركيا ورئيسها العدو أردوغان – التصريحات علينا، رافعاً سبابته (طرابلس خط أحمر – ما يصير شي في ليبيا بلا بينا)، فما جرى للعراق منذ دخوله الكويت خير مثال لمن يتعظ ، فالجزائر عند الغرب والعدو التركي أردوغان (كلهم حلف الشمال أطلسي) ليست أعز من العراق، ولا أعز من سوريا، ولا أعز من ليبيا، والجزائر هي هدفهم القادم بكل تأكيد، فمن باع ونهب ثروات وأموال، وقتل وشرد ودمر بيوت أخوتكم في هذه البلدان العربية، لن يتوانى عن فعل ذلك بالجزائر والجزائريين، لا قدر الله، وهم بكل تأكيد ينتظرون الفرصة ويتحينونها، فلا تغرنك شقيقنا العزيز إبتسامات أ ردوغان وإتصالاته، فهو كان دائم الإتصالات والزيارات ويوزع الإبتسامات في طرابلس وفي دمشق، يوقع عقود الشراكة كما يوقعها معكم، هذه الفترة، وها نحن نرى ما فعل ويفعل بالسوريين والليبيين وماذا يقول عنهم .

كما نتمنى – شقيقنا العزيز – أن يستفيد العرب من تجربة العراق في الإنسياق مع اللعبة الدولية، بحربه مع إيران، بمعية هذا الغرب وتشجيعه وتحفيزه، حيث طعنوه في الظهر وكافؤه بإحتلال العراق وتمزيقه وتشريد شعبه، وإعدم في ذلك – صدام حسين – الذي قاد تلك الحرب، ولم يعتبروا إنسياقه معهم فيها، ويجب أن يستفيد العرب أيضاً من تجربة مشاركة الجيش العربي السوري في حرب (عاصفة الصحراء)لإخراج الجيش العراقي من الكويت بمعية وتحت قيادة الجنرال الأمريكي (شوارزكوف)، حيث كافأ الغرب سوريا بشن حرب شعواء على الشعب السوري منذ عام 2011م دمروا مدنه وقراه وهجروا الملايين، ولم يعتبروا مشاركته معهم في الحرب على الجيش العراقي ولم ينظروا لذلك البتة أو يعتبروه، فالإنسياق مع لعبة الغرب الدولية تاريخياً، والتماهي مع من يشنون الحروب على الإخوة والإشقاء في منطقتنا (تحديداً تركيا قفاز حلف شمال الأطلسي) اليوم، والإعتقاداً بصداقتهم أو شراكتهم، غالباً ما تكون نتائجه وما يترتب عليه وبالاً على صاحبها ومن يسير فيها.

كما أن الزهو بفائض القوة والتلويح والإيحاء به، خاصة على الأخوة الإشقاء، عيب وعار ونقيصة، وخطاء فادح، فالحفاوة البالغة والتنسيق والإتفاق والإتصالات مع العدو أردوغان حول ليبيا، والتصريحات توقيتها، وما يسبقها، وما يتلوها من مناورات عسكرية على الحدود، وإقرار العمل العسكري خارج الحدود، له معناه وتفسيره الذي لا يخفى على المتتبع وذوو البصيرة.

أللهم فأشهد أللهم قد بلغت

(المجد لجيش التحرير الوطني الشعبي الجزائري، ولشقيقه الجيش العربي الليبي، والسحق للشعوبية، وللإرهاب وداعميه ومموليه وناقلي مرتزقته، وللذين أيض يصمتون عليه).

الإثنين: 1 يونيو 2020م

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :