ريحان الجزائري : “الكتابة تحتل المكانة الأولى بقلبي وهي متنفسي ونفسي

ريحان الجزائري : “الكتابة تحتل المكانة الأولى بقلبي وهي متنفسي ونفسي

  • حاورها :: سالم الحريك

” أخذت قراراً بالتوقف عن الكتابة ذات يوم، ولكنها عادت بقوة ذلك لأن الكتابة بالنسبة لها شيء لا يمكن اعتزاله كالهواء أو الماء، درست الاقتصاد والتجارة ولكن الأدب كان ومازال أكبر اهتماماتها، تختار الحروف والكلمات والجمل والفقرات بعناية، وستبقى روايتها الأولى أحب أعمالها على الإطلاق .

من هي ريحان الجزائري؟

قالت ” ريحان الجزائري ” كاتبة روائية قاصة شاعرة ومصممة جزائرية من مواليد أواخر شهر مايو وأواخر الثمانينات بالجزائر العاصمة. متحصلة على شهادات جامعية لا تمث للأدب بصلة ولها علاقة بالاقتصاد والتجارة بالدرجة الأولى ، ولدي تكوينات أخرى في مجال المعلوماتية والتصميم.

صحيح أن الأدب روح وشعور وممارسة قبل أن يكون مجالاً أو تخصصاً دراسيا لكن هل تؤثر دراستك في مجال خارج إطار الأدب على إنتاجك الأدبي؟ أضافت ” ولأن الأدب روح وشعور كما أشرت أستاذي الكريم فحروفي تتمخض عن روحي التي درستها الحياة بما يكفي لتجعلها تكتب خلاصة ما تعلمته من تجاربها بمشاعر صادقة نابعة من القلب.

أفادت ” أما عن مجالي الدراسي فأنا لا أراه يؤثر على إنتاجي الأدبي لأنني كنت متميزة في المواد الأدبية بشهادة أساتذتي الكرام بالرغم من أنني كنت أدرس في شعبة علمية ،ومع ذلك فأنا أسعى لزيادة مخزوني الأدبي لأنه كنز لكل من يكتب ويقرأ على حد سواء.

هل درستِ الاقتصاد برغبة منك؟

نفت ” لا ، لذلك حاولت تغيير المجال لكنه كان قدري والحمد لله. كتابة، رسم، تصميم، كلها اهتمامات وميولات لريحان، ولكن أيهما يحتل مكانة أكبر لديك؟ أكدت ” الكتابة طبعا تحتل المكانة الأولى بقلبي ، أما الريشة فقد خرجت عن نطاق اهتماماتي منذ أن احتل القلم مكانها ، و بالنسبة للتصميم فهو يأتي بعد الكتابة مباشرة رغم أنني مبتدئة فيه، وإذا حضر أحدهما أو كلاهما ليلتي كانت بيضاء بنورهما.

حدثينا عن أعمالك ومشاركاتك الأدبية؟

ذكرت ” أعمالي ليست كثيرة لكنها بالنسبة لي كبيرة وأكبرها صغيرتي رواية “في قلبي حب دفين” الصادرة عن دار ببلومانيا للنشر والتوزيع والتي صنفت ضمن قائمة أقوى مائة كتاب في معرض القاهرة لهذا العام.

استرسلت ” بالإضافة إلى مشاركتي في الكتاب الورقي “فراق” الذي جمعني مع نخبة من أدباء ببلومانيا، ومشاركتي في الكتاب الإلكتروني”ليت قصتي حلم” الذي اجتمعت فيه قصتي بقصص مجموعة من أدباء وأصدقاء الإذاعة الثقافية الجزائرية دون أن أنسى مشاركتي المتواضعة في بعض الصحف والمجلات.

أعربت ” كما كان لحروفي شرف أن تلقى بصوت الكثير من المعلقين الصوتين ومن جنسيات مختلفة أعطى لكتاباتي روحا ثانية، عدا ذلك فلدي كثير الأعمال لم ترَ النور بعد. عادةً ما يواجه الكاتب نوعا من التردد في بداية مشواره،

هل واجهك نفس الأمر، وما السبب الأبرز برأيك؟

اعتبرت ” عن نفسي لم يواجهني نوع واحد من التردد بل واجهني بكل أنواعه في مواجهة عنيفة انتهت بقراري اعتزال الكتابة نهائيا، والسبب الأبرز لذلك هو أنني لم أجد الدار الموثوقة التي تحتضن وتتبنى كتاباتي حينها.

كيف رجعتِ عن هذا القرار وكيف كسرتِ هذا الحاجز؟

أوضحت ” رجعت عنه بعد أيام قليلة فقط لأنني لا أكتب لأكتب إنما أكتب لكي لا أختنق فالكتابة متنفسي ونفسي الذي أدعو الله ألا ينقطع أبدا، أما عن قرار النشر فقد كان بعد لقائي بالأستاذ محمد جلال مشرف دار ببلومانيا في إحدى منشوراته التي تخص الدار.

فتحت ببلومانيا المجال والفرصة لكثير الكُتَّاب الشباب، كيف كانت بداياتك وتجربتك مع الدار؟

أشارت إلى أن ” أنا أعتبر ببلومانيا داري بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ كما أنها لم تتبنَّ مولودي الأول وحسب بل احتضنتني وجعلتني ابنة لها ومن أهلها الكرام الطيبين. وصفتِ روايتك الأولى “في قلبي حب دفين” بأنها صغيرتك الأكبر، هل ستحتفظ في قلبك بنفس المكانة مستقبلاً حتى وإن جاءت أعمالك القادمة أفضل منها بكثير.

و ذلك على غرار ما قاله أبو تمام ؟

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الأولِ / كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزلِ بينت ” بالتأكيد ستبقى صغيرتي وأم كل مؤلفاتي القادمة بإذن الله، أما عن الحب فهو للحبيب الأول إذا ما تعلق الأمر بالماديات كأول منزل وأول رواية أما إذا تعلق الأمر بالمعنويات فهو للحبيب الأوفى.

حدثينا عن روايتك الأولى “في قلبي حب دفين” ؟

أفادت ” كما أشرت اسم الرواية “في قلبي حب دفين”وعدد صفحاتها 276 صفحة، صدرت عن دار نشر ببلومانيا بمصر، في العام الماضي، غلاف الرواية من تصميمي، وكنبذة عامة عنها، الرواية مقسمة إلى أربع فصول مختلفة تماما كاختلاف الفصول الأربعة إلا أن فصل الشتاء وفصل الصيف مرتبطان ترابطا شديدا ببعضهما، على غرار ترابط فصل الخريف وفصل الربيع إذ يمكن للقارئ فصل الرواية فصلين بفصلين.

تابعت ” تعالج الرواية ظواهر حساسة تفشت في المجتمعات العربية حيث أصبحت هذه الأخيرة كغابة واستمرارية الحياة فيها تستوجب على الإنسان المرور بالفصول كلها.

نوهت ” تعالج أيضا ظاهرة الأطفال غير الشرعيين وما يعانونه من قساوة المجتمع الذي يحتقرهم نظرا ونظريا، وكذلك ظاهرة التفرقة بين الأبناء الذكور والإناث، بالإضافة إلى ظاهرة المخدرات والظاهرة الأكثر قساوة ألا وهي الانتحار بأنواعه ، وهناك ظواهر عديدة مخفية بين براثن كل ظاهرة.

و شددت على أنه ” وفي ظل برودة هذه الظواهر هناك ظاهرة دفنت بين ثناياها رغم أنها جمرة حارقة تكاد تحرق فؤاد من يحملها ألا وهي ظاهرة “الحب الدفين” التي لا تدفن الحب وحسب وإنما تدفن صاحبها وحتى من يحب. أفهمت ” كتبت الرواية بعد جهد جهيد دام لأكثر من سنتين من البحث والمتابعة وتدوين الأحداث بحكم أن أحداث الرواية مقتبسة من الواقع المرير الذي تم إظهاره بأحسن صورة لكي لا يصدم القارئ أكثر من الصدمات التي حملتها صفحات الكتاب.

و صرحت ” الرواية مقتبسة من الواقع تحكي الحياة بكل فصولها وقد قسمت الرواية إلى أربعة فصول رغم أن الحياة فصول لا يهم لا عددها ولا تعاقبها ، فكان فصل الشتاء هو أول فصولها ليمطر

ليمطر بقبلة دافئة رغم برودة الظروف القاسية، ليليها فصل الصيف الذي ارتكبت في ظل شمسه الحارقة جريمة أرعشت ببرودتها كل من شهدها أو سمع بها، لتمر الأيام بمرارتها إلى أن يحل فصل الخريف في غير موعده فتسقط أوراق من أشجاره وبملء إرادتها بعد أن اختارت الانتحار عن الحياة، وبينما الكل تحت الصدمة التي تحولت إلى صدمات حل فصل الربيع معلنا بداية حياة مزهرة بالأمل والحب الذي كان في القلوب دفينا.

ماهي القضية الرئيسية لروايتك؟ و كيف استطعتِ جمع كل هذا الزخم من الأحداث، والمواقف والظواهر المختلفة؟

أوضحت ” في الواقع لا يوجد قضية رئيسية في حين كل القضايا فيها تعتبر رئيسية بالنسبة للفصل الذي تنتمي إليه، أنا بطبيعتي أحتفظ بالمواقف التي توثر في نفسي لذلك كنت أجمع الأحداث من هنا وهناك حتى امتلأت حصالتي وقاسمتها معكم في هذه الرواية.

أحيانا هناك قضايا تشغل تفكير الكاتب أكثر من غيرها ويسلط عليها الضوء الأكبر في كتاباته،هل لك كذلك قضية رئيسية تشغل الحيز الأكبر من تفكيرك؟

أجابت ” في نظري أن قضية الكاتب الأولى والأخيرة هي القلم في حد ذاته لذلك فهو يسعى لجعله منيرا لعتمته وعتمة القضايا المحيطة به أو يزيد من المنيرة نورا على نور.

هل انتِ منشغلة بالكتابة الآن، وما هي ملامح العمل القادم؟

أكدت ” نعم ، الكتابة تشغل فكري وتفكيري دائما أما عن ملامح العمل القادم فسيكون ديوان قصائد نثرية بإذن الله تعالى.

هل القصائد ذات اتجاه شعوري واحد أم أنها متنوعة فكل قصيدة تعبر عن هاجس وشعور ما؟

ذكرت ” بل متنوعة تنوع المشاعر التي نعيشها عندما تكتب لنا وتعيشنا عندما نكتبها ، سأعمل على أن تكون أعمالي المنشورة ذات حظوظ متساوية أما عن التي لا أنوي نشرها في الوقت الحالي ربما القصيدة والخاطرة.

انتشرت مؤخرا ظاهرة الكتابة باللهجات المحلية، عوضا عن الفصحى ، أقصد هنا الكتب والمؤلفات الصادرة عن دور نشر، ما موقفك من هذا ؟

أعربت ” بغض النظر عن الظواهر المنتشرة مؤخرا أنا أرى أن الكتابة لا تكون باللهجات المحلية لأن اللهجة تربط أساسا بما نقول لا بما نكتب مع احترامي وتقديري لكل الكتب والكتاب والدور التي تنشر مؤلفات من هذا النوع.

الكاتب قبل أن يكون كاتباً بطبيعة الحال كان قارئاً، لمن قرأت ريحان الجزائري بشكل أكبر أو بمن تأثرت؟

نفت” لا يوجد من أقرأ له بشكل كبير لأنني أقرأ كل ما يشدني بغض النظر عن الكاتب في حد ذاته ، أما بالنسبة للكتاب الذي أثر في نفسي كثيرا هو رواية “الشاعر” للكاتب الكبير “مصطفى لطفي المنفلوطي” والتي كانت موضوع بحثي في سنوات دراستي الثانوية وقد تركت أثرا كبيرا في حياتي.

نصيحة توجهينها للكُتَّاب الشباب والذين لم يخوضوا تجربة النشر حتى الآن .

نصحت ” عليهم ألا يتخلوا عن أقلامهم مهما واجهوا من عراقيل وعقبات وأن يؤمنوا بموهبتهم ويعملوا على تطويرها من خلال القراءة التي تدفعهم للكتابة وأن يبتعدوا عن التقليد لأنه يسجن أقلامهم وأفكارهم ، كما أنصحهم أن يختاروا لكتبهم الدار التي ينشرون بها وألا يتسرعوا في ذلك، لأن القلم رسالة وجب أن نكتبها بأرواحنا ثم ندعها تحلق وأينما حطت سكنت وأسكنت.

كلمة لنختم بها الحوار
أفادت ” ستكون كلمتي الأخيرة كلمة شكر لله مع أنه لا كلمة واحدة ولا كل الكلمات مجتمعة تكفي لذلك والحمد لله الذي جعلني من حاملي القلم وأسأله أن يجعله نورا لي ولكل من يقرؤه،ثم أشكر كل من وقف معي في تجربتي الأولى بداية من عائلتي ثم أصدقائي من العالمين وأخص بالذكر المعلقين الصوتيين ثم دار ببلومانيا ومديرها الأستاذ جمال سليمان ومشرفها الأستاذ محمد جلال ثم قرائي ومتابعي حروفي المتواضعة.

ختمت ” كما لا يفوتني أن أشكرك على هذه الالتفاتة الطيبة التي شرفتني وأسعدتني كثيرا على أمل اللقاء في حوارات أخرى مع مؤلفات جديدة بإذن المولى.


شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :