زمزم

زمزم

علي جمعة إسبيق

باسط ذلك الصلب القاسي .. الذي يضرب الأطفال دون رحمة .. دائم الصراخ إن تأخر الشاي أو إن استعجلوا به .. الشاهي مصقع .. الكعك ايتفترش .. الخبزة نية .. لا شيء يمر دون توجيهه لخطاب ساخط عليه .. ذات فرح أردن فيه خواته مردوعة وزمزم أن يلتحقن بركب الزفة .. هيأن أنفسهن .. كحلن سوكن وضعن الحمير والزمالتو والسوبر روز والشارلي .. لكنهن تفطن أخيرا لكلمة لا من باسط التي سيلقيها وهو عاقد لحاجبيه .. بدأت أقفيتهن بالارتعاش .. ترى من سيقنع باسط ببعض الحرية في مناسبة لا تأتي إلا مرة في العقد .. تصيح العمة ربح .. هايام فتلكن باسطكن ادبارته عندي غير كي يسهى اركبن مع حُسين ولد غايشة .. أمه اتدور له في ولية .. للعجائز حساباتهن وخططهن .. التجربة عامل مهم في كبح جماح الثلوبة ..

ترسل ربح في طلب زينب .. ابنة خالة باسط .. لمن لا يعرف زينب .  هي عشق الصبا وريحانة المراهقة والحب الذي وقفت الدنيا بأسره معه لكن للنصيب كلمة أخرى ..

لحظات ويركض أحد الفتيان صوب باسط وقبل أن يلقمه صفعة بادره الطفل .  باسط تبيك زينب عيت العرج جوا .. أخرج ربع دينار قديم ممزق .. ناوله للصبي وأمره أن يشتري شكولوح ..

بخطوات واسعة وبوجه أحمر شق الثلب طريقه نحو المطبخ .. هناك في أقصى الحاجر الوراني حيث وضع رواق كبير يقي السوايات الحر ألقى باسط السلام ..

حديث طويل .. ذكريات .. أحلام وشعر .. شاي بارد .. والكثير من الرياضي المختوم .. مضى الوقت بباسط وزينب … ولم يتفطن إلا والعجوز ربح تركله بعكازها على مؤخرته مرددة .خيتي هابا ماصفقت غير في فرحك يابسوطة …

كما لم يتفطن أحد لأن حُسين ما جاء لخطبة زمزم إلا بعد خطة العجوز في ذاك الفرح..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :