فسانيا : عمر الأنصاري.
تتواصل الاستعدادات المكثفة في مدينة سبها لإقامة عروض الفروسية والميز الشعبي، التي يجتمع فيها عشّاق الشهامة والأصالة أمام جماهير واسعة من مختلف مناطق الجنوب الليبي.
ويشارك في هذه الفعاليات مجموعة من أبرز العُقد التقليدية، من بينها عقد الشهامة سبها، وعقد شهداء سبها، وعقد فرسان الجنوب.
ومن المتوقع أن يقدم فرسان كل عقد عروضًا متقنة في فنون الفروسية والميز الشعبي، وهي عروض تعتمد على التقاليد المتوارثة في تقييم الفروسية، وإظهار المهارات في التحكم بالخيل، ورفع راية الكرامة عبر استعراضات ترمز إلى تاريخ المنطقة ومفاهيم الرجولة والشهامة.
وتُعد فعاليات الميز الشعبي ــ التي تشمل تنافسات في الفروسية، واستعراضات تقليدية، وتقديم رموز الشرف والاحترام بين الفرسان منصة لإبراز الهوية الثقافية للجنوب، وتعزيز اللحمة الاجتماعية بين القبائل والعشائر من خلال التقاء الرموز التقليدية في سياق حضاري منظم.
وقال أحد منسقي الحدث إن ،الاحتفال لا يقتصر على الأداء الرياضي أو الترفيهي، بل هو تأكيد على استمرار القيم التي تربى عليها أبناء الجنوب، ويهدف إلى نقلها للأجيال القادمة، وإظهار أن الفروسية والميز الشعبي هما جسر بين الماضي والحاضر”.
وتهدف الاستعدادات أيضًا إلى توفير بيئة آمنة ومنظمة للحضور، إذ تم التنسيق مع الجهات المحلية المعنية لتوفير الترتيبات الأمنية، وتنظيم دخول الجمهور، وضمان سلاسة سير العروض، إلى جانب رعاية فنية وتراثية تُبرز تفاصيل الزيّ التقليدي، وأدوات الفروسية، ومظاهر الأخلاق المرتبطة بعقد الشهامة.
وتُتوقع مشاركة واسعة من السكان المحليين والزوار، ويُرتقب أن تتضمّن الفعاليات جوانب ثقافية موازية، مثل أركان عرض التراث، وجلسات تعريفية بقيم الميز الشعبي، إضافة إلى تكريم رموز محلية ساهمت في حفظ هذا الإرث.
تُعد هذه الفعالية امتدادًا لجهود إبراز تراث الجنوب الليبي كعنصر مميز في الهوية الوطنية، ومساهمة في تنشيط المشهد الثقافي والرياضي المحلي، وتأكيدًا على أن الفروسية ليست مجرد عرض، بل ممارسة متجذرة في التقاليد تحمل رسائل اجتماعية ووطنية.
