- طارق عمر منصور
المجلس البلدي الجديد لمدينة سبها يستلم مهام عمله بعد شد وجذب وينطلق في طريق مليئة بالتحديات التي لا تعد ولا تحصى .سوء الخدمات وانعدام الإمكانيات والافتقار لأبسط الموارد بالإضافة إلى أزمات الأمن ونقص الوقود وانقراض السيولة وغير ذلك من المعضلات التي استفحلت حتى تطورت إلى عاهات مستديمة وصار من المستحيل بمكان إحداث أي تقدم فيها .
كل ما ذكرناه سالفاً وأكثر هو بعض ما ورثه المجلس البلدي الجديد عن سابقه وهي بالتالي محاور اختبار مدى عزم وقدرة هذا المجلس على التصدي لهذه التحديات وعلى تذليل أو التخفيف من حدة بعضها .ومن خلال مراجعة تجارب المجالس البلدية السابقة لا بد من التأكيد على أن العمل الإداري غير المنظم الذي يضرب خبط عشواء ولا يخضع لخطط عمل واضحة تشخص الأزمات وتحاول تفكيكها بشكل عملي وتتبع منهجاً سليماً لحلها يقوم على تحقيق الحد الأدنى من الحلول لها دون رفع سقف الأمنيات إلى مستوى الاستحالة لن يختلف في النتيجة عن كل المحاولات الفاشلة السابقة ولن يكون مصيره أفضل من مصير ما سبقه .
أما التحدي الاجتماعي المتمثل في الخلافات الاجتماعية الحادة بين قبائل ومكونات المدينة فلن يكون أقل صعوبة وأهمية عن تحدي توفير الخدمات وتحسينها ولن تكون الفوائد المرجوة منه بأقل أهمية من غيرها .على المجلس البلدي الجديد أن يتجاوز أساليب العمل التقليدية التي تشتت جهوده المحدودة في فراغ انتظار توفير الإمكانيات من المركز وأن ينتهج نهجاً علمياُ يقوم على وضع خطة عمل واضحة المعالم مرسومة الأهداف محددة الأدوات محدودة المدى يشرك فيها كافة الأجهزة الإدارية داخل المدينة رغم إمكانياتها المحدودة وكافة المكونات الاجتماعية بصرف النظر عن خلفياتها .