خاص فسانيا /سلمى مسعود

باماكو

في خطوة تاريخية لتعزيز التعاون الثقافي الإسلامي، استقبلت منظمة SAVAMA-DCI، الرائدة في حفظ وصون المخطوطات التاريخية لمدينة تمبكتو، سعادة السفير عبد الله صالح صبر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مالي، وذلك في زيارة هي الأولى من نوعها للمنظمة من قبل بعثة دبلوماسية سعودية.

وقد رحب السيد محمد توير، ممثل رئيس المنظمة ومديرها التنفيذي، بالسفير الكريم، وألقى كلمة باسم رئيس المنظمة الدكتور عبدالقادر مما حيدرة، استعرض خلالها الدور الريادي الذي تضطلع به SAVAMA-DCI منذ تأسيسها عام 1996، واستقلالها التنظيمي عام 2005، في حماية المخطوطات الإسلامية النادرة، التي تمثل إرثًا معرفيًا عالميًا.

وأكد توير أن هذه الكنوز التي تشمل علومًا متنوعة في الفقه، والتاريخ، والفلك، والطب، والفلسفة، عانت من تهديدات متكررة بسبب الأوضاع الأمنية في المنطقة، ما استدعى جهودًا كبيرة لحمايتها وترميمها، بما في ذلك تأسيس مستودعات متخصصة وقاعدة بيانات رقمية تضم الكثير من المخطوطات

وقد طرح ممثلو المنظمة عدة مجالات للتعاون المحتمل مع المملكة العربية السعودية، شملت الأبحاث الأكاديمية، الحفظ الرقمي، ترميم الوثائق، تنظيم المعارض، وإنشاء مكتبة رقمية ومراكز بحثية، داعين إلى دعم مشترك يعكس دور المملكة الرائد في خدمة الثقافة الإسلامية.

وفي ختام الزيارة، أعرب سعادة السفير عبد صالح صبر عن إعجابه الكبير، قائلاً:

“الزيارة فاقت التوقعات. لقد اكتشفت كنزًا للثقافة الإسلامية هنا، وهي ثروة يجب أن تُصان. المملكة العربية السعودية، بصفتها أحد الداعمين الرئيسيين للثقافة الإسلامية، على استعداد للتعاون، ونحن ننتظر خطابًا رسميًا من المنظمة للتواصل مع الجهات المختصة في المملكة لتنظيم الجهود المشتركة”.

من جهته، عبّر رئيس المنظمة الدكتور عبدالقادر مما حيدرة عن سعادته الغامرة بهذه الزيارة، وصرّح قائلاً:

“إنها زيارة فريدة من نوعها، الأولى في تاريخ المنظمة من قبل سفير المملكة. نأمل أن تكون فاتحة لتعاون مثمر ومستدام مع المملكة العربية السعودية، خاصة مع وزارة الثقافة، بما يخدم تراثنا الإسلامي ويحفظه للأجيال القادمة”.

وقد خلّفت الزيارة انطباعًا إيجابيًا واسعًا، وأشعلت الأمل في انطلاقة جديدة لحماية تراث تمبكتو الإسلامي ضمن رؤية شراكة عربية-إفريقية شاملة.