سكان الصحراء

سكان الصحراء

  • صلاح الدين محمد مسعود


– سكان الصحراء الليبية ينقسمون إلى قبائل و بطون إلى وقت قريب ، وقد حدثت معارك ضارية وغزوات كثيرة و حروب طويلة و ثارات بين القوم بسبب الإبل .

فالإبل لها تسميات كثيرة بحسب السن فالذكر جمل و الأنثى ناقة و أما تمسيتها منذ الولادة فهي أولا الحوار وابن عشار وابن لبون و حُقّة و جذع و ثنية ورباع وبوفطر و بو فطرين ، وعند وصف الكمال للجمل حين يكون كامل قوته ( قلالي وقريني ) أما عندما تكبر في السن فتسمى ( ثِلْب أو ثِلْبة ) ويقال عن الناقة ” لقحة ” و الوالدة تسمى خلفة ، والشيلة هي التي تحلب و تسمى الناقة الصعود ، وهي التي ترضع حوارها عامين ، و الخلوج وهي التي مات حوارها ، ويقال عن الناقة فروق ، والفروق هي السمينة الجميلة التي لم تلد في السنه الأولى وتعدتها في السنة الثانية .
ويقال في تسمية الإبل وتدليلها : (الميل و أكحيله وعوج اللغاوي و الزور و أم شمل ، و عوج الرقاب ورقاب الرل ، أم عبس ، أم عرانين ، و عوح العراقيب ، والمجاسير ، الرودابه .

وتسمى قطعان الإبل عدة أسماء بحسب عددها فهي ( زويل و إبل و ركيب و ذود ) وتسمى بألوانها ( حمرة و صفراء و زرقاء ) أي سوداء .
ويصفها الشاعر المرحوم خالد رميلة فيقول في وصفها :

يبقن ألوانها فيه تصـوير *** تفصيل لونها بالخضايب
البيض كيف قلب الجمامـير *** اللي نشو بأثمار طايب
وفـيهـن عتاتـي دواويــر *** سبيب سود داير قضايب
والحمر لك صـباغ تمـريـر *** والا دموم سفك النشايب
والزرق كيف فحم البوابير *** والا أصباغ نيل العصايب
والخضر كيف طبع الجنازير *** اجنان فوق بردي سكايب
والصفر كيف جماعة القيـر *** أنحلة مير والجبح طايب

و الإبل أسطورة غريبة فهي خبيرة بمكان الماء ، وبمكان المرتوع ، “و يقولون بالتجربة إن الناقة إذا شربت من بئر و في بطنها حوار فهذا الحوار بعد ولادته يخبر البئر الذي شربت منه أمه وهو في بطنها”.
ويتعرف البدو على حلالهم من الإبل والغنم بواسطة علامات توضع على الحيوان تسمى السيمة ، أما عن كيفيتها فيقوم البدوي بتكتيف البهيمة ، وتوضع أسياخ من الحديد في النار وتحمى حتى تكون حمراء ثم تكوى بها البهيمة في أماكن معروفة يحددها البدوي ، تعرف بمكان السيمة ، ويقولون (أمحور) ويقولون (نار) ، فإذا سأل البدوي عن بهيمته الضائعة ، فيقال له ( شنو أمحاورها أو شني نارها ، أو شنو سيمتها ) وهذه العلامات متفق عليها بين القبائل والعائلات ، فكلٌّ له علامته أو النار أو المحور أو السيمة . وبعض ( الموالة) ، المربين ، يعرفون إبلهم من عظمها حين يجدونها ميته ، أو من جلدها ، أي الفردة فبمجرد النظر إليها يعرفها .

أما المرأة فقد اهتمت بها اهتمام كبيرا فيما قالت من شعر و في مختلف الاغراض فهيى تذكرها مرة عندما تفتخر وتمدح وعندما تصف وتتغزل وتذكرها مرة اخرى في ميزاتها وحين تعرض حالها وحين تهجو الابل تمدح افعالها ، وصبرها على تحمل الجوع و العطش و هي تعبر الصحراء الجذبه لأيام طوال فالأبل يسافر بها أصحابها لبلاد بعيدة محمله بالبضائع و الملابس ، وتذهب وتعود ، وقد لا تشرب ولا تأكل لعدة أيام ، و الابل ايضا تقدم لأصحابها اللبن وهوا غذاء ودواء في نفس الوقت “حليب كحيلة تلت غلل يروي ويداوي ومقات” وقد أثبتت دراسات حديثه أن حليب الأبل فيه دواء وشفاء لبعض الأمراض ومن بينها مرض (التوحد).

وسنعرض نماذج مأثورة قالتها المرأة في شأن الأبل وفضلها على الأنسان في حياة أهل البادية:

” يازينها ما ادرج **** بحـوار ولا احـوارة 
وهي عليـنا تــفرج **** لياشح مير الغراره”

” يازينها فوق الدوار **** وحيرنها في السماحي
كحيلة تبي شعب نوار **** ولا فيه غير المداحي”

“الحائله سفروها **** وجابت بنين الإكـالي 
والشائلة شملوها **** ملو حجرها بالشمالي”

” ياما شربتي على النقر **** ها اللي مصقع شرابـه
و ياما قتلتي من الصقـر **** ها اللي معورج نقابا”

” جابوك يا عبسة الذيل **** وبعد ايسو حالباتك 
وقعدو الرجاجيل والخيل **** محاذيف غرب ميـاتك”



شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :