سوينكا .. والهروب فجرا

سوينكا .. والهروب فجرا

بقلم :: عابد الفيتوري 

الحائز على جائزة نوبل البروفيسور والاديب النيجيري وول سوينكا ، اشتهر بحب الحرية ، ومعارضة الحكومات الديكتاتورية .. فر من بلاده تحت جنح الظلام عدة مرات .. عام 1975 عندما عارض الحاكم العسكري اوباسانجو .. وفي عام 1988 بسبب معارضته لحكومة الجنرال محمد بخاري .. ، ثم حكومة الجنرال إبراهيم بابنجيدا .. وفي عام 1994 ، بسبب معارضته لحكومة الجنرال ساني اباشا .. وفي عام 1999 ، بسبب معارضته لحكومة الجنرال عبد السلام أبو بكر .. كان يتهم الحكام العسكريين الذين حكموا نيجيريا ولا زالوا منذ اكثر من 30 عاما مضت .. بأنهم غير جادين في تأسيس نظام ديمقراطي .

وصف رئيس نيجيريا السابق الجنرال أوباسانجو : بـ ” المنحل والكاذب والمفترس والسادي .. وان معظم الاوهام الفاضحة الوقحة التي يصنعها اليوم بعد تنحيه .. هي محاولة منه لإقناع نفسه بأنه صانع ومحطم الحكومات ” .

كان أوباسانجو قد اتهم الاديب سوينكا بعرقلة طموحاته ليصبح الأمين العام للأمم المتحدة .. فكان رده : هل يمكن أن يتوقف تنصيب شخصية بهذا المستوى من النفوذ الدولي على ترضيتي ؟ .. وان حدث ذلك حقا .. فإنني أشعر بالرضا التام ، لكون مساهمتي في فضح هذا الافاق اوقفت عملية ترشحه لمنصب دولي .. انها مساهمة في إنقاذ عالمنا من قبضة مفترس وسادي وكاذب اضرم النيران في دولة تتلمس خطواتها فأحالها الى حطام ورماد .

اخيرا وبعدما بلغ من الكبر عتيا .. الآن 82 عاما .. قرر أن يقضي بقية حياته في القرية التي ولد فيها .. مسقط رأسه في نيجيريا .

روايته ” سنوات الطفولة ” نشرت عام 1981 .. لتدعم حصوله على الجائزة الدولية للاداب .. و في عام 2006 ، نشر روايته : ” يجب أن تهرب في الفجر ” .. تحكي قصة الهروب من الوطن فجرا خشية اكتشاف الجلاد للامر .. كما وصف حال قريته وآثار الحرب العالمية الثانية .. وعلى العالم اجمع : ” كنا نجتمع حول المذياع الوحيد بالقرية كل ليلة .. نتسقط اخبار الحرب .. وعن هتلر الذي لم نشاهده ، ولا نعرف عنه الكثير ” .. وحوارات تلوكها الالسن عن سبب القاء امريكيا لقنبلة نووية على اليابان وليس على المانيا .. التي اشعلت فتيل الحرب ؟ .. هل لأن الألمان بيض مثل الأميركيين .. بينما اليابان تنتمي لشعوب العالم الثالث ؟ نعم .. انهم دائما يحتقرون الشعوب الملونة : الصفر، والسود، والسمر .

قال سوينكا كروائي : ” لن نقدر على أن ننقذ أفريقيا .. لكن ، أحسن شيء بالنسبة للروائي ، في أي دولة ، وبأي لغة ، هو أنه يحكي روايات. يصف فيها ما حدث ، ولا يقدم أجوبة أو حلولا .. ربما توقظ رواية ضمير شخص ، وربما توقظ روايات ضمائر أشخاص . إنها مهمة طويلة المدى ” .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :