منى توكا
كعادتي في ذلك الوقت كنت أبكي حتى إنتفخت وأحمرت عيناي، بسبب مشهد تراجدي لأحد أفلام السهرة على mbc2، وبينما كنت غارقة في حزني اقتطعت سلسلة دموعي صوت أمي المرتعب، و يبدو عليها الهلع وهي تخبرني بأن جارنا في الشقة المجاورة سقط من الطابق الخامس وهو الآن ملقى حيث وقع غارقا في دمائه …مسحت دموعي بسرعة وأخفيتهم في كفي، لأنه لا أحد يعلم أنني حساسة قليلاً وأن الدموع تعرف طريقاً إلى عيني ، لطالما كرهت الضعف وأحببت ان أظهر اني حديدية أو كما يقولون اقاربي بالتباوية “سو دو إجي يدانو” حين يصفون من هم مثلي “وحقيقة انا لست كذلك” …. ذهبت مسرعة مع أمي لأنظر من شرفتنا ذلك المشهد الدامي والزوجه تبكي وتصرخ وتنوح وتقتلع شعرها وتلطم وجهها وتحاول الإقتراب من زوجها المتهشم ويمنعونها الجيران….”يالها من مسكينه وياله من مسكين” تقول أمي وتردف وهي تبكي ” لا إله إلا الله” … أعقب “جدا لا حول ولا قوة الا بلله”… بعد نصف ساعة من التراجديا أتت سيارة الإسعاف وأنهت المشهد ولا أعرف إن كان جارنا لا يازال على قيد هذه الحياة أو تم تقيده في البرزخ .عدت إلى الفراش ووضعت رأسي على وسادتي المبتلة وعدت للبكاء من جديد بعد أن تذكرت ذلك المشهد .. “أقصد ذلك المشهد التراجدي في خاتمة الفلم” .