سيّد الماء

سيّد الماء

حبيب حاجي

يا سيّد الماء لي ماءانٍ ما نَزلا

مِنْ جُرحِ أوردتي أم طينه خجَلا

ما ضر لو تتوارى في مناهلها

كل الدموع ولا تدري لها أجلا

القاع دمع فأين الحبل أنقذه

مروق نص سيستجديكه حيلا

نحن البكاة هطول السيل قد حُبسا

والكحل ضاق بماءينا وما اكتحلا

صارت تقيدنا أمواج رجلتنا

ضج المدى بعطور الموت وارتحلا

بريق نور على الأمواج قد عزفا

للماء قد شرحتْ ما فيه معتمَلا

ماء فهل يرث الجفنين أي ثرى

إن كان ذاك الثرى إرثا دنا قُبلا

نهر يهز معاويل البكا ندما

جسر الرحيل من الماءين قد ثمِلا

يُغتال جرحي بلا سيفٍ ولا أصِلُ

وتصمت السحب الخضراء كي أصِلا

ترتدّ موجة عشاق عن المدن

كما أنازعني في موتتي سبلا

آه من الآه كم  آه على وتري

واللحن حنجرة الموال قد بطلا

أفّ من الأفّ كم أفّ من اللغة     

تجتاح قدرتُها الأوزار والثقلا

آه مؤجلة الأفراح تنهكني

وأفّ أغنية ترتادني جللا

ماذا أقول وقلبي لا يطاوعني

يبني من الوهم سجانا ومعتقلا

ملح المدامع آيات تكبلني

إن تسألوا.. وطني جرح وما اندملا

****

من المجموعة الشعرية الخامسة الإصدار السادس.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :