سَـلاَمٌ وَ أَجـْـرٌ فِي نَـفْـسِ الْـوَقـْت

سَـلاَمٌ وَ أَجـْـرٌ فِي نَـفْـسِ الْـوَقـْت

بقلم ::  عيسى رمضان

الحكمة ضالة المؤمن وهي لذلك المؤمن الذي يحاول أن يقهر رغباته من أجل أن يفوز بالتسامي، الذي يتواضع به من أجل أن يعلو بروحه، وعندما نتتبع القرآن الكريم دائما نجد خطابا لغير المسلمين، كما في قوله تعالى حكاية عن نبيه موسى عليه السلام عندما كان يخاطب فرعون ويدعوه إلى الله تعالى فقال ( قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى) (طه: 47) السَّلَامُ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى ….. هذه التحية (سلام على من اتبع الهـدى) أو (السَّلام على من اتَّبَع الْهُدى) كـان النبي صلى الله عليه وسلم يستعملها مع غيـر المسلمين في مكاتباته، فقد كَتَب عليه الصلاة والسـلام لِهِرَقل، فقال: مِن محمد عبد الله ورسـوله إلى هِرقل عَظيم الرُّوم، سَلام على مَن اتَّبع الهـدى. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية للبـخاري: السَّلام على من اتَّبَع الْهُـدى. ولكننا نجد شباب اليوم وبشيوخهم أي من بعض كبار السن يتعاملون بهكذا لفظ ، وبناء عليه فـلا تُقَال هذه الصِّيغَة للمُسْلِـم. أخـرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: الـتَّسْلِيم على أهل الكتاب إذا دَخَلْتَ علـيهم بُيُوتَهم ” السلام على مَن اتَّبع الْهُدى ” وكـان بعض السَّلف يَقول: إذا سَلَّمْتَ على الْمُشْرِكِين فَقُـل: السَّلام عَلينا وعلى عباد الله الصَّالحين، فَيَحْسـبُون أنك سَلَّمْتَ عليهم، وقد صَرَفْتَ السَّلام عنـهم. فَلَفْظ: السلام عليكم. لا يُبدأ به الكافـر، لقوله عليه الصلاة والسلام: لا تَبْدَؤوا اليهـود ولا النصارى بالسَّلام، فإذا لَقِيتـم أحَدهم في طريق فاضطَرُّوه إلـى أضيقه. رواه مسلم. ولفـظ ( السَّلام على من اتَّبَع الْهُدَى ) لا يُقَال لْمُسْلِـم؛ لأنه يتضمّن صَرْف السَّلام، كما لـو كان يَهوديا أو نصرانيا، ثـم إنَّ فيه اسْتِبْدَال السلام الشَّرْعِي الذي هـو أكمَل وأتَـمّ، وهو قول: السَّلام عليكم.. أو الزيادة علـيه.. ” ورحمة الله وبركاته “. كمَا أنَّ هذا السّلام هـو الذي رُتِّب عليه الأجْر في الأحاديـث دُون بقيّة الـتَّحايا. فمن اسْتَبْدَل هذا السَلام بِغيره مِـن الصِّيَغ فقد اسْتَبْدَل الذي هو أدنى بالـذي هو خَيْر ! وحَرَم نَفْسَه الأجْر الْمُرَتَّب عـلى السَّلام. والله أعلم

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :