محمود السوكني
بنظرة محايدة تلتزم الدقة ، يلاحظ المرء بكل جلاء عند إستعراض الشروط التي اعلنتها حركة حماس للموافقة على مشروع إتفاق الهدنة المعروض عليها ، يلاحظ مدى صلابة موقفها الذي يعكس شدة قوتها ، في الوقت الذي يظهر فيه عجز الجانب الآخر وهزال موقفه رغم كل مايحيط به من هالة إعلامية ضخمة تحاول إظهاره بمظهر القوي الذي لا يقهر رغم حجم الخسائر الفادحة التي مني بها منذ أن قرر المخاطرة بدخول القطاع برّاً .
موقف المقاومة الفلسطينية ثابت لا يتغير ، وهي لاتزال متمسكة بأهدافها التي نسجتها في فجر السابع من أكتوبر ولن تتزحزح عنها قيد أنملة، فإما النصر أو الشهادة وهذا ماتؤكده شروطها المذلة التي تصر عليها للموافقة على إتفاق الهدنة.
من جهتها ، فإن عصابات (تل آبيب) في حيرة من أمرها ، فهي ترغب بلا شك في التخلص من المغامرة التي وقعت في براتنها وترغب في التخلص من شراكها لكنها في المقابل تريد أن تحقق إنجازاً يحفظ ماء الوجه وهذا لا يتأتى إلا بالإفراج على الأسرى المحتجزين لدى حماس وهو باهظ الثمن ! فحماس لن تطلق سراح المحتجزين لديها والأسرى الفلسطينين بالألأف تكتظ بهم سجون المحتل ، كما وأنها لن تستجيب لمطالب النتن وأذنابه فيما عصاباته الإجرامية تقترف المجازر في حق الشعب الأعزل كل يوم .يراهن الكيان المحتل على نفاد صبر المقاومة أمام شدة الضربات الموجعة وسلسال الدم الذي يتدفق في شوارع وأزقة غزة وساحاتها خاصة وأن ابواق العدو تساندها أجهزة العمالة ودول التطبيع تتنافس في إظهار الحزن الذي يخيم على الشارع الفلسطيني وهو يتابع الجثت الطاهرة الملقاة على قارعة الطريق في محاولة فاشلة لحشد الجماهير الفلسطينية وتأليبها ضد المقاومة ، غير أن ذلك لم ولن يحدث فالجماهير الفلسطينية الآبية تعلم يقيناً أن قضيتها العادلة لم تحظى بإنتباه العالم إلا مع طوفان الأقصى وأن حقها في إسترجاع أرضها والعيش بكرامة على آديمها الطاهر لن يكون على أيدي العملاء والخونة وزبانية التطبيع بل على سواعد رجال المقاومة وحدهم ، فهم لا غيرهم من تحرسهم إرادة السماء و.. سننظر من تكون له العناية .