بقلم :: كونية المحمودي
لا أحد منكم خرج أمس الجمعة مع من أمهم من المصلين في المسجد حتى في مسيرة سلمية غاضبة، ليرد جزءا من كرامة تلك السيدة المنكوبة، وليضمد جراح الليبيات، ويقول لا لهدر كرامة وآدمية المرأة وإذلالاها لأنها الأم والأخت والزوجة، لاأحد منكم خرج على المنابر ليندد بإحدى أبشع الجرائم التي شهدتها ليبيا بعد 2011، ولا حتى ليقول إن نشر مثل هذه الفيديوهات هو شيء محرم شرعا وقانونا وأخلاقا، لأنه يدعو لإشاعة الفاحشة بين الناس، وخدش الحياء العام، وضرب لحمتنا الاجتماعية في مقتل.
لاأحد منكم يجرؤ أن يقول كلمة حق في حضرة سلطان جائر، لكنكم جاهزون تماما حينما يتعلق الأمر بشكل الزي الشرعي للمرأة، وهل يجوز أن يظهر منه إصبعا أم رجلا أم عينا فقط، وماهو شكل المعاصي والأهوال التي ستلاقيها يوم القيامة إذا تمردت خصلة من شعرها – حتى بدون قصد منها – وبانت من تحت الخيمة السوداء، التي كبلتموها فيها، وماهو الإثم الذي ستقترفه إذا ماقررت التنمص، أو شم أحد عطرها، وكم هي عدد اللعنات التي ستلاحقها، إذا خرجت من غير إذن زوجها، أنتم حاضرون بقوة في المنابر وفي وسائل الإعلام حينما يتعلق الأمر بتعدد الزوجات وجهاد النكاح، و بالنكد علينا في الموالد والأفراح والأعياد الدينية، تحددون لنا مانأكل ومانشرب ومانلبس في هذا العيد.
لو حصلت جريمة السيدة المنكوبة في أمريكا أو أوروبا أو حتى في إسرائيل العنصرية، تحت الحكومات التي تصفونها بالكافرة والملحدة ، لاستقالت نصف الحكومة، ولأوقدت الشموع في الساحات العامة والكنائس والمعابد، ولقدم لهذه السيدة جميع أنواع العلاج و الدعم النفسي والمجتمعي، ولواجه الجناة أقصى العقوبات، ولأصبحت قضية رأي عام.
أعذرينا يا أختاه فالعقل في إجازة، والشهامة والنخوة في غيبوبة، إن أروع وصف ينطبق على هؤلاء الشيوخ والأئمة هو الذي أطلقه عليهم سماحة الإمام آية الله الخميني، حين كان يلقبهم ب “أئمة الحيض والنفاس” مع الاعتذار للقارىء الكريم فالحياء أجبرنا أيضا أن نتركه في إجازة.