شعرُ :: جمعة الفاخري
شَمْسٌ تُرَاوِدُ كُلَّ صُبْحٍ بَابِي * وَتَعُبُّ كَأْسًا مِنْ طِلَا أَكْوَابِي
شَمْسٌ تُقَطِّرُ ضِحْكَهَا مِنْ ضِحْكَتِي * وَتَصُوغُ رَاحَ الضَّوْءِ مِنْ أَعْنَابِي
شَمْسٌ تُنَازِعُنِي لِذَاذَاتِ الهَوَى * بِأَنَامِلٍ مِثْلِ الشُّعَاعِ رِطَابِ
شَمْسٌ تُقُدُّ قَمِيصَ قَلْبِي عَنْ هَوًى * قَدْ (هَيْتَ لَكْ)، رُوحًا فَهَاكَ شَبَابِي
شَمْسٌ تُوَارِبُ بَابَ قَلْبِي لِلضُّحَى * وَتَدُسُّ صُبْحًا فِي جُيُوبِ كِتَابِي
شَمْسٌ تُوَقِّعُ بِالضِّيَاءِ حُضُورَهَا * وَتَخُطُّ ضِحْكَتَهَا عَلَى أَبْوَابِي
شَمْسٌ تُعَاتِبُنِي عَلَى نِسْيَانِهَا * تُجْزِي عِتَابًا إِنْ سَكَبْتُ عِتَابِي
شَمْسٌ نَضَتْ ثَوْبَ الشُّرُوقِ بِلَا حَيًا * لِتَدُسَّ سِرَّ صُوَاعِهَا بِثِيَابِي
شَمْسُ تُقَايضُنِي بِحُلْمٍ خَافِتٍ * ضَوْءٍ ضَحُوكٍ ضَامِرٍ كَذَّابِ
شَمْسٌ تُخَادِعُنِي بِدَرْبٍ نَاحِلٍ * يَذْوِي بِهِ خَطْوِي، تَذُوبُ رِغَابِي
شَمْسٌ تَمُدُّ لِلَهْفَتِي هَفَوَاتِهَا * تَهْفُو بِأَلْسِنَةِ اللَّهِيبِ لِغَابِي
شَمْسٌ تَخِفُّ إِلَى عِنَاقِ قَصَائِدِي * قَلَقًا تَحُفُّ مَوَاجِدِي بِعَذَابِ
شَمْسٌ تَمُدُّ ضِيَاءَهَا لِقَصِيدَتِي * بِالشِّعْرِ تَرْسُمُ وَجْهَهَا، بِلُعَابِي
فِي الرُّوحِ تَحْلِبُ مِنْ لِبَاءِ مَجَازِهَا * نَهْرًا تَحَلَّى مِنْ شَهِيِّ رِضَابِ
تَبْدُو جِرَارُ الضَّوْءِ فَوْقَ جَبِينِهَا * تَغْدُو تُمَازِجُ شَهْدَهَا بِالصَّابِ
تُجْرِي نَهَارًا مِنْ نُهَيرِ لُجَيْنِهَا * فَجْرًا تُجَاهِرُ بِالسَّرَابِ جِرَابِي
شَمْسٌ تُمَنِّينِي بِجِنَّاتِ السَّنَا * ضَوْءُ التَّمَنِّي ظَلَّ مَحْضَ سَرَابِ..!؟