محمد ناجح الطرابلسي
شُكْرًا … شُكرًا …يا سادةْ…
كالعادة…
نَسْتَهْجِنُ… نرفضُ و نندّدُ
و نُنَكِّسُ أعينَنا حِدَادَا…
لا ينقصُ عُرْسَ عُرُوبَتِنا…
إلا زلزالٌ و إبادةْ….
لا ينقصُ فَيْضَ رُجُولَتِنا…
إلا أغطيةٌ و وسادةْ…
الموتُ نَراهُ يُشَاغِبُنا…
يَغمِزُ مِنْ تَحْتِ موائِدِنا…
ينقرُ في طَبلِ ضمَائِرِنا…
و يُرَاقِصُ طَرَبًا أولادَهْ….
شكرا… شكرا…يا سادة
كالعادة…
الفجرُ هناك بِلاَ وَجْهٕ..
شاشاتُ الكونِ تُلوّنُه…
وَعْدٌ أطلقَهُ بِلفُورُ…
أنبتَ مِنْ حِبْرِهِ أحفادَه…
و مَضَى فِي الأرضِ يقطِّعُها…
لُقَمًا…
أفواهٌ جائعَةٌ…
تنعقُ في مأتَمِ أغنيةٍ …
غَنَّاها الصّمتُ و ردَّدَها…
سَبعينَ خريفًا وزِيادَه
شكرا … شكرا يا سادة…
كالعادة…
الليلُ هناكَ بِلا حُلُمٍ..
غزّة المذبوحةُ تُرقِدُه
و تُهدْهِدُ ظهرَ زَعَامَتِنا…
و ترمّمُ عورةَ مَنْ نهشُوا
علنًا في المَعْبَرِ أكبادَه….
شكرا … شكرا يا سادة…
كالعادة…
مَنْ فَكَّ أصابعَ دُميتِها
من عَفَّرَ وَجْهَ مَدِينَتِها
مَنْ داسَ ٰ كُوفِيَّةَ ٰ جَدّتِها
كُلُّ الأسماءِ نُسَجِّلُها
لا حرفَ يَمُرُّ بِلا عُذْرٍ
في كَفِّ اللّهِ نُوشِّمُهُ
و نُعَلِّقُ عِقدَ جَمَاجِمِنا
في جِيدِ التَّارِيخِ قلادةْ ….
شكرا … شكرا يا سادة….