جمال شلوف
لايزال الصراع على الحكومة بين تحالفات باشآغا وأموال الدبيبة مستمرا، والتحالفات تتقلص والصريرات تكبر، لكن المعركة لم تحسم بعد. – دولة إقليمية لاتزال تحلب البقرة الليبية عبر ثدي الدبيبة، رغم أنها ظاهريا ليست في وفاق معه. لكنها تؤيده الآن وتقلب التحالفات ليبقى الدبيبة، ويستمر در الحليب. – الصراع في ليبيا الآن ظاهره صراع على السلطة، بينما واقعه صراع على المال، لذا فإن طريق الحل عبر الانتخابات لابد أن يمر عبر باب تجفيف منابع النهب، والعودة إلى اتفاق معيتيق امراجع غيث حول تجميد إيرادات النفط في حساب مؤسسة النفط باستثناء الرواتب فقط، فهو مفتاح باب التجفيف الآمن.
لتفسير إرساء كثير من العقود في حكومة (الوحدة الوطنية) على شركات مصرية، وبأرقام فلكية, علينا أن نفهم العلاقة بين عائلتي الدبيبة في مصراتة، وعائلة التوني في مطروح بطريقة حسني البورزان (إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا فعلينا أن نعرف ماذا في البرازيل).
أكدت روسيا بالأمس على أحقية الصين في تايوان، ونشرت اليوم منظومة S400 am في روسيا البيضاء، وبينما تستعد إيران لإشعال متوازن للنار بين القرم وبحر الصين والخليج العربي، تبقى ليبيا مجرد إصبع صغير في سياسة العض على الأصابع الدولية التي قد تنتهي بصراخ ورضوخ المعسكر الغربي المخنوق بنقص إمدادات الغاز. أو بسياسة شمشون عليا وعلى أعدائي.
كانت مخرجات جلسة ثلاثاء البرلمان الماضي تكليف رئاسته بمراسلة الأمين العام للأمم المتحدة للحد من تدخل مستشارته ويليامز في الشأن الداخلي الليبي، غير أن تغريدة ويليامز الخميس كانت سعيدة بلقاء نواب كانوا موجودين في جلسة الثلاثاء وإطلاعها الخميس على خارطة الطريق ونقاشها في تفاصيلها، 48 ساعة كانت كافية لنسيان أي مُخرج و مُخرِج مهما كان.
الفاعلون الدوليون هم من حدد في برلين الأولى الإطار العام للسلطة التي تؤدي للانتخابات، واختاروا لجنة ال75 لتنفيذ هذا المخرج واختيار السلطة المؤقتة وموعد الانتخابات، وضمنوهم في قراري مجلس الأمن 2570 و 2571 وضغطوا لتنفيذ الانتخابات وإصدار ما يلزمها من قوانين ومعدات وهددوا المعرقلين، ثم فجأة توقفوا عن الضغط وتراجعوا، ليفسحوا الساحة للفاعلين المحليين لممارستهم هوايتهم الوحيدة التنكيد على الشعب واختزال إرادته في مصالحهم. فلا تلوموا مجلس النواب والدولة والرئاسي والحكومة على تأجيل الانتخابات، فهم لم يريدوها يوما. وما فعلوه نحوها كان بضغط خارجي وتهديد. وهو ما يخشونه طالما التهديد بغضب الشعب غير موجود.
تبقى انفصام الشخصية الليبية حاضرة بقوة في التعاطف مع الطفل المغربي ريان، فالكثير من الليبيين لا ينتبهوا لطشاش الماء والطين على تلاميذ المدارس من سياراتهم المسرعة، لأنهم كانوا منشغلين بالدعاء المكثف لريان، الذي تنادت المغرب دولة وشعباً لإنقاذه، بينما من تلقوا طشاش الماء والطين بلا منقذ ولا دولة. ولله الأمر من قبل ومن بعد.