- سلوى البحري
صرت اراك أوضح
شكرا لانّك حداثيّ مجدّ
تبتكر لي كلّ عيد
وجعا بطعم مختلف
مرّة يكون الطّعم مالحا بنكهة الدّمع
و مرّة يكون نازفا بشكل دمي
و مرّة يكون حامضا بطعم الذّكريات
شكرا لانّك كلّما همّت بي فكرة
تفقدني شهيّة الكتابة
شكرا لأنّني كلّما دخلتك عارية من لغتي
لا أجدني
تخبّئ الصّباح في جيبك و تمضي
تهديني أمسا جائعا
ينهش انوثتي
جسرا كنّا ولا نزال
لا شيء يبقى
كلّ الجسور تداس
تسقط حين يصل ” الرّجال”
أنا والمعنى خصمان كأنّنا كلّ الوقت
تتوه جملي في زحمة العبور إلى الفكرة
يغفو الكلام على عربة بائع متجوّل
يبيع أعياد النساء لمن يدفع أكثر
أشتري بعمري عيدا
لآمرأة مجنونة
سقطت من ضمير “هنّ”
ألاحقها
عبارة واحدة تكفيني كي أعبر إليّ
كي ألعن لغة تخون أنوثتها
لغة مثقوبة
تسقط كلّ النّسوة من قاموسها
إذ يحضر رجل غائب
تصيّر”هن” مذّكرا جمعا خائنا
لا يهمّ…
شكرا لأنّ خيبتي فيك علّمتني أن
أمسح عن عينيّ الضّباب
صرت أراك أوضح
حداثيّ جدّا كأنّك
صرت أراني
ارمّم كلّ الطّرق الموصلة إلى غدي
أعيد امتطاء الجسر
ألتقط امرأة مجنونة
تكتب انتصار العيد
بلغة أخرى
لا تزاحم فيها الرّجولة ضمائر النّسوة