صرخات “الكايخ”

صرخات “الكايخ”

  • _محمود السوكني____

كنت قد ختمت مقالتي في الإسبوع الفائت بمقرح  خطر في بالي ، وليس كل مايخطر في البال من شمائل النفس ، ولكن قد يكون نتاج مايعتريها من منغصات ، وما يستفزها من  أحداث ؛ كان ماخطر في البال إقتراح لا يستساغ طرحه ولا العقل يقبله ، لكن الواقع قد يفرضه عندما تسد السبل وتعدم الوسائل ؛ وهذا ما حدث .

ملخص ما قلت : أننا عجزنا عن توحيد مكوناتنا ، ولم نقدر على حماية وطننا الذي يتم نهبه وسرقة خيراته في وضح النهار ، ولا حول لنا ولا قوة والبلاد تتقطع أوصالها ، والتشتت يمنع توحدها ، ولا نملك لكل ذلك دفعاً حتى وإن توفرت النوايا وصدحت الحناجر بالأدعية ، التي لا تجدي ما دامت النفس البشرية الأمارة بالسوء هي الأعلى !

قلت ، مادام هذا حالنا ، فما علينا سوى اللجوء الى القوة العظمى التي إستطاعت وقف الحرب الفاجرة في غزة ، نستجديها أن تنقذنا مما نحن فيه ، وتعيد لنا ماتبقى من وطن يكاد يندثر .

كانت مجرد خاطر لاح في العتمة لعله يحدث ثقباً يفضي إلى أمل نحتاجه ، لكن هاتفاً صدّح في أذني من قاهرة المعز أحيا فيّ الأمل ، كان صوتاً مجلجاً لكنه يطرب الفؤاد ويبعث في النفس الرجاء ويحيي الأمل . كان هو وليس غيره ، الرجل الوطني ، الغيور على مصالح شعبه ، الموجوع بهموم البلد الذي يعشق حتى الثمالة ، كان المحامي النابه “يوسف محمد خليفة الكايخ” يوقظ فينا  إحساس المواطنة الذي كاد أن يذبل وهو يصرخ منادياً بوحدة الصف على إختلاف التوجهات وتباين المواقف مطالباً بالذوذ على حياض الوطن ووقف تشتته الذي أباح نهب خيراته من القاصي والداني ، يقول “الكايخ” في خاتمة كتابه الذي نشرته دار البيان للنشر والتوزيع والإعلان في(239) صفحة تحت عنوان لافت “صرخات إستنفار ليبيا الثائرة” ، يقول أن الحل (لخلاصكم وخلاصي من أزمتكم وأزمتي هو أنه لا مناص من ثورة الخلاص) ويضيف موجهاً كلامه إلى كل أبناء الوطن بأن إتحادكم في وجه سرّاق البلد والفاسدين الذين جثموا على صدره وإستنزفوا موارده لهي  (أمانة تاريخية في أعناقكم) . الكتاب ينادي أتباع فبراير وأنصار سبتمبر دون  أن يتهم أيّاً منهم بخذلان الوطن أو الإضرار به ، سوى أنهم تركوا المجال مفتوحاً والفضاء رحباً لعبث العابثين الذين إستغلوا الإحتراب المتواصل بين الطرفين وتمكنوا وسط الإرتباك القائم من نهب  كل ما كان في طريقهم بلا هوادة ، وكتاب “الكايخ” يدعو إلى حسن التصرف والترفع عن توافه الأمور واللحاق بالوطن قبل أن يضيع بالكامل ويضحى خبر في مدونة التاريخ ؛  يعمل مؤلف (الصرخات)  على تسجيل صفحاته بصوته الجهوري ولغته العربية الرنانة والفاظها الفخمة السليمة ، وقد يوزعه عبر الوسائط الإعلامية في سابقة لم تحدث -على حد علمي- من قبل إيماناً منه بأهمية توزيع الكتاب على  نطاق واسع ، وهو بحق يغري المرء  على إقتنائه وقراءته بتمعن فالهدف وطني بإمتياز ، وستكون الإستجابة الشعبية لما جاء فيه أفضل بكثير من رجاء العون ممن كان سبباً في ما نحن فيه .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :