- محمود السوكني
في سباق مع الزمن ، تحاول إدارة بايدن أن تحقق نصراً سياسياً يحسب لها ، بعقد صفقة تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة وتعيد المختطفين إلى ذويهم ، ترمم بها علاقتها الهشة بالناخب الأمريكي الذي أسقطها من الرئاسة والمجلسين ، في الأثناء ، تروج العصابة الصهيونية في تل أبيب لأخبارًِ تفيد بإستحالة تحقيق ذلك قبل أن يتولى ترامب -الرئيس المفضل لديها- سدة الحكم ، وإلى أن يحدث ذلك ، ترتع قوات الصهاينة دون حسيب أو رقيب في غزة المنكوبة ، ويتناوب جنودها (البواسل) الدوريات والمناوبات بين جنوب لبنان والعمق السوري ، فيما غاراتها لا تتوقف هنا وهناك رغم قرارات المنظمة الأممية ، ومحكمتيها الجنائية والعدل الدوليتين ، فيما صدر تصريح من مجلس نقابة الكيميائيين في لبنان يؤكد إستخدام العدو الصهيوني لليوارانيوم المنضب المحرم إستعماله دوليّاً ، والمعلوم أن هذه المادة السامة تظهر أثارها بعد سنوات عبر إستنشاق الغبار الملوث الذي تفرزه والمسبب لداء السرطان ومجموعة من الأمراض والعلل
إذا ما تأخر الإتفاق بين زمرة النتن وحركة حماس ، وإنتظر المجتمع الدولي وصول ترامب فإنني لا أعتقد أن الوضع سيكون أفضل حالاً لصالح المقاومة ، فالرئيس الصلف توعد مسبقاً أن جهنم تنتظر المعرقلين للإتفاق ، وهو في هذا لا يعني الجانب اليهودي بالطبع ؛ ولكنه يقصد الجانب الفلسطيني الذي لن يكون له خيارات عدة بكل أسف !
حكومة النتن لا تتعجل الإتفاق رغم كل ماتروجه ، بل إنني اجزم أن رئيسها النتن يعمل على إطالة أمد الحرب التي تسعده نتائجها حتى الآن ، أما ورقة المختطفين فهو يراهن بها على بقائه في الحكم الذي يحميه من عواقب قضايا الفساد التي تلاحقه ، رغم أنه متهم من قبل “أبوعبيدة” بأنه يتعمد قتل الأسرى بغاراته الوحشية .
في خضم الصراع المحتدم بين المقاومة والعدو ، وماتعانيه فصائل المقاومة من شح المصادر ، وخذلان (الأشقاء) وتوعد ترامب و..و.. تستعرض أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قوتها وتفتعل إشتباكات ليس وقتها مع مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين بالضفة الغربية !!