فسانيا / زهرة موسى.
في ظل التحولات السياسية والسعي نحو تعزيز المشاركة الشعبية في العملية الانتخابية، برزت مبادرات إعلامية جديدة تهدف إلى رفع الوعي وتعزيز ثقافة الديمقراطية، من بينها تجربة البودكاست التي يقودها الصحفي وموظف المفوضية الوطنية العليا للانتخابات” رمضان كرنفوذة ” حيث كانت البداية مع بودكاست “فزان تنتخب”، الذي دوّن قصص شباب وسيدات خاضوا تجربة التوعية الانتخابية بشغف وإصرار، ليكبر الحلم بعدها ويتحول إلى بودكاست “انتخب” ، مساحة مفتوحة لرفع الوعي وتعزيز المشاركة.
بين التجارب الأولى والانتشار الحالي، ظل كرنفودة مؤمنًا بأن الإعلام شريك أساسي في بناء ديمقراطية حقيقية، وبأن لكل قصة تُروى صدى قد يُغير وعي مجتمع بأكمله.
في هذا الحوار، يحدثنا عن البدايات، التحديات، والدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في بناء وعي انتخابي شامل يعزز المشاركة ويحد من العزوف.

من فكرة برنامج إذاعي إلى بودكاست انتخابي.
يقول “الصحفي رمضان كرنفودة”: فكرة البودكاست جاءت في عام 2024، عندما كنت أفكر في إعداد برنامج عن الانتخابات عبر الراديو و كنت محتارًا: هل يكون بعنوان “الطريق إلى الانتخابات” أو “الطريق إلى الديمقراطية”؟ ومن هنا انطلقت الفكرة.
لاحقًا، التقيت بالأستاذة حليمة بالحاج عضوة بمنظمة “آيفوس” المهتمة بالشأن الانتخابي. تحدثت معها حول رغبتي في تقديم برنامج إذاعي، اقترحت: “لماذا لا يكون بودكاست؟”. وهكذا بدأت الرحلة.
فزان تنتخب”: أول تجربة بودكاست من الجنوب الليبي.
يوضح كرنفودة” أول بودكاست أنجزته كان بعنوان: “فزان تنتخب”، وهو أول بودكاست انتخابي من الجنوب الليبي. بُث عبر راديو “سحاب” ضمن شبكة سحاب، بالتزامن مع البرنامج الإذاعي “الطريق إلى الانتخابات”.
سجلنا عشر حلقات تناولت قصصا وتجارب لشباب وشابات في المجالس البلدية والبرلمان الشبابي، ممن ساهموا في التوعية، مثل الناشطة حفصة أبو الحميد، وريما الفلاني، إلى جانب شخصيات أخرى شبابية ونسائية ورجالية.

“انتخب”: توسع وانتشار
رمضان كرنفودة: نعم. بعد انتهاء الانتخابات والبرنامج الأول، انتقلت إلى راديو “صوت سبها الحر” حيث قدمت برنامجًا انتخابيًا آخر.
بعدها جاءت فكرة بودكاست “انتخب”، الذي أردته منصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. لقي البرنامج ترحيبًا كبيرًا من مفوضية الانتخابات وإدارة التوعية، وكذلك من الجمهور.
قصص، سفيرات توعية، وذاكرة انتخابية.
ركزنا على قصص سفيرات التوعية، لقاءات مع المراقبين، ومحتوى تثقيفي عن العملية الانتخابية: كيفية التسجيل، المراكز، الدعاية الانتخابية، وحتى ذاكرة انتخابية مثل تجربة المؤتمر الوطني العام.
يؤكد على أن ما حفّزني هو رغبتي في نشر الثقافة الانتخابية في المجتمع، وتشجيع المشاركة وعدم العزوف عن الانتخابات.
اخترت البودكاست لأنه وسيلة حديثة تصل بسهولة إلى الشباب وكافة شرائح المجتمع، خاصة عبر وسائل التواصل ، تناولت التوعية الانتخابية بشكل عام و استضفت كل الفئات دون تمييز ، فكان من ضمن ضيوف البودكاست الإعلامي عبدالله السعيدي من المكفوفين ، و أيضا شبابا آخرين تحدثوا عن كل ما يتعلق بالانتخابات لإيصال المعلومات و توعية كل فئات المجتمع دون إقصاء أحد .

التحديات والتفاعل الجماهيري
وحول التحديات التي تواجهه أجاب: ” بالعكس، لم أواجه انتقادات تُذكر. بل وجدت تفاعلًا كبيرًا، خصوصًا من سفيرات التوعية اللواتي تواصلن معي لعرض قصصهن وتجاربهن من مختلف المناطق الغربية و الوسطى و الجنوبية ، و قريبا سيتم استضافة سفيرات من المنطقة الشرقية . حتى الضيوف يرحبون بمشاركتهم دون اعتراض بل يدعمون ما نقوم به من جهود ، و معظم الحلقات تمت مشاركتها عبر صفحات التوعية الانتخابية وبعض المكاتب الانتخابية، وهذا ساعد على انتشارها أكثر.
أثر البودكاست.
يشير إلى أنه أرى البودكاست مساهمًا بشكل كبير في رفع وعي الناس بالانتخابات ،وهناك اهتمام كبير من الجمهور للمتابعة و يمكن قياس تأثيره من خلال متابعة التفاعل على المنصة حيث يؤكد ذلك أن المعلومات تصل للجمهور .
قصص من الجنوب : إلهام وتأثير شخصي.
ويعرب عن كثير من القصص أثرت فيّ أنا شخصيا خاصة قصص السفيرات في مناطق الجنوب النائية مثل غات و القطرون والشاطئ ووادي عتبة .الآن أصبح للبودكاست سمعة جيدة، وهو مفتوح لاستضافة شخصيات من مختلف مناطق ليبيا: الشرق، الغرب، والوسط، إضافة إلى أعضاء ومُوظفي المفوضية ، و كذلك نحن في طور الإعداد لخطة موسعة لعملية التوعية خلال المرحلة القادمة .

نصيحة للإعلاميين والصحفيين
أنصح الصحفيين و الإعلاميين بالتركيز على مراحل العملية الانتخابية كاملة، والتواصل الدائم مع مكاتب الإدارة الانتخابية للحصول على المعلومات الدقيقة. عليهم إجراء استطلاعات رأي، وإنتاج حلقات وبرامج تعزز الوعي. فالإعلام شريك أساسي في إنجاح الانتخابات.
دعوة لدعم الإعلام المحلي.
و ينوه ” أتمنى أن يحظى الإعلام المحلي، خاصة الإذاعات في مختلف المناطق، بدعم أكبر من الجهات العامة حتى نتمكن من إيصال المعلومات الانتخابية بدقة وفاعلية لكل المواطنين.
ختاماً “
رحلة رمضان كرنفودة مع البودكاست تثبت أن الصوت الصادق قادر على أن يصنع تغييرًا حقيقيًا، وأن نشر الوعي الانتخابي يبدأ من قصة تُروى لتُلهم مجتمعًا بأكمله.














