صيحة القارعة

صيحة القارعة

سالم ابوخزام

أوكرانا دولة (حرة) مستقلة ذات سيادة كانت تابعة لما عرف بالاتحاد السوڤيتي الذي انهار إبان برنامج حرب النجوم، في مواجهة القطب الرئيس الثاني الولايات المتحدة الأمريكية. تاريخيا استقلت عن روسيا في أكثر من مرة إلا أن هذا الاستقلال لم يدم !! لأن الاستقلال الأوكراني يشكل خطرا بالغا على روسيا اليوم ويهدد أمنها بشكل مباشر ويضربها في مقتل دون أدنى شك

أوكرانيا تريد (ضمانة) لاستقلالها وأمنها وتلك الضمانة تشكل نفس التهديد لروسيا والمنطقة بل وكل العالم. الضمانة هي الدخول بحلف شمال الأطلسي (الناتو) بينما وجود الناتو على أبواب روسيا وبأوكرانيا عمليا يعني نهاية روسيا ، وبالتالي ذلك الطريق مرفوض من أساسه ولايمكن نقاشه.

تواجد حلف الناتو بأوكرانيا يعني ضياع فرصة رد الضربة الاستباقية النووية المتوقعة بين الطرفين ، أمريكا ، وروسيا وهذا هو بيت القصيد ، وهذا الملف غير قابل للنقاش في تفكير الطرفين للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وباستخدام رعب السلاح النووي. لأوكرانيا حرية ممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية اقتصادها وعلاقاتها الخارجية ، لكن منطقيا لايمكن السماح لها بالانضمام لحلف الناتو ، لما له من تهديد مباشر لروسيا .

على أوكرانيا أن تتخذ من دولة كندا ناحية أمريكا طريقا صحيحا ومثاليا ، لحل مشكلاتها ، فكندا تعيش بأمن وسلام وتتصرف بحرية تامة في علاقاتها وشؤونها الخارجية دونما مساهمة في مساس بالقوة الأعظم الولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا قياس دقيق في موضوع أوكرانيا. في الحقيقة روسيا كدولة فعالة في المجتمع الدولي وبالأمم المتحدة والعالم غير مقبول الاقتراب إلى هذا الوضع من حدودها وأمنها وجزء من العالم يؤيدها ويتحسب لظروف الرعب النووي! الخيارات أمام الدب الروسي ، أولها القبول بعقوبات اقتصادية شاملة من الغرب وأظنها مستعدة لها وبمعاونة المارد الصيني وكوريا الشمالية ، بينما ثانيها هو السيطرة على أوكرانيا وفقد روسيا لكل خصائصها وهذا غير وارد وإن كلف قيام الحرب كما هو الحال الآن. في العقل الروسي أن أوروبا بكاملها كحليف للولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن تخسر النفط والغاز الروسي والفحم القادم من الأنابيب الروسية ومن أعماق أراضيها ، وعلينا أن نفكر في كل أوراق الاقتصاد وشريان الحياة بالإضافة للأمن والسلم الدوليين .

 حيث روسيا تلعب دورا حيويا في ذلك. إن ضم روسيا لجزيرة القرم ذات أغلبية السكان الروس ، قد أدى إلى الدخول لبداية المياه الدافئة على البحر الأسود مما يزيد في إعطائها موقعا جيوسياسي مؤثر على أوروبا والساحة الدولية وبداية المنافذ على البحر الأبيض المتوسط ، لتسبح غواصاتها وأسلحتها المتطورة فيه. فلاديمير بوتن يسعى نحو إيجاد حل للأزمة في إطار اتفاق مينسك ورباعية النورماندي مع تحذير صريح بضرورة ترك أوكرانيا للمصالح الأمنية الروسية ، أيضا الانتباه لعدم زيادة القدرات العسكرية بشرق أوروبا مع ملاحظة المصالح الاقتصادية المتشابكة مع دول نافذة بالاتحاد الأوروبي كألمانيا وفرنسا وأهمية الطاقة الروسية إليهما.

 تدرك روسيا أهمية التحرك الخلفي للولايات المتحدة الأمريكية ، وتملك كل الأوراق الضاغطة وفي المقدمة الانفصاليين في إقليم دومباس. استدعاء الرئيس فلادمير بوتن لقيادة الجيش الروسي ورفع درجة الاستعداد والتأهب النووي وإطلاق (صيحة القارعة) يجب أن يؤخذ على محمل الجد والانتباه إليه من جانب الغرب والعالم قبل أن تبدأ عمليات تطاير الجثث والفناء بالكامل للإنسان والأرض والبداية بأوكرانيا ورئيسها فلودامير زيلينسكي. إن تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون ، ورئيس الوزراء البريطاني فيليب جونسون قد يجعل صيحة القارعة تتوجه بأولى الضربات بكل من وسط باريس وأعماق لندن!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :