بقلم :: سالم الهمالي
الساعات والايام القادمة ستكون مملؤة بالمفاجآت، فالعاصمة تترقب بحذر شديد ما يدور فيها وحولها، أخوة الامس يمتشقون أسلحتهم الخفيفة والثقيلة ليصبحوا أعداء اليوم. الصراع السياسي في ليبيا على أشده، وطرابلس هي الجائزة الكبرى لمن يريد ان يعتلي عرش السلطة، ويضع يده على موارد الدولة وخيراتها، ولذلك تجد نفسها في حيرة من امرها، فإن أرضت هذا غضب ذاك، والعكس كذلك.
قبل ايام شهدت العاصمة اشتباكات في مناطق متعددة، بين طرفي الصراع، وان بدت ان نتيجته قد حسمت ظاهريا، فان الساعات القادمة ستظهر رد الفعل، الذي قد يعيد الأمور الى سابق عهدها او يزيح طرف ويحل بدله الآخر، في متوالية الجلوس على كراسي الحكم التي لم ترى استقرار في الست سنوات الماضية.
المواطن الطرابلسي البسيط الذي يكدح طوال يومه، ولا يكاد يؤمن معيشته، يجد نفسه في اتون صراع ( دموي) على السلطة، التي ليس له فيها ناقة ولا جمل، ولا حتى بريوش او روزاطة. بالرغم من ذلك، تجد المتصارعين يرفعون شعارات حماية الوطن والمواطن فوق رؤسهم، وكانهم هم المكلفون بذلك، في تكلف وبلا تكليف من احد، عدا أنفسهم واجتهادهم.
طرابلس ( العاصمة) تخص وتهم كل الليبيين، فهي آخر المعاقل للدولة، وما يصيبها له تأثير واسع في كافة ارجاء البلاد، لذلك ادعو الله ان يهدي المتصارعين على الدنيا ومتاعها ( الثروة والسلطة والقوة) ليتجنبوا ادخال البلاد في دوامة اخرى من العنف، ويحولون طرابلس عروس البحر الى حفرة الدم …