طقوس أنثي

طقوس أنثي

هدى حجاجى أحمد – مصر
______________
خلعت كل الثياب عباراتها وتجردت مما تحت الثياب وترنحت صدري بحروف مبثورة، وهمهمة تعلو حينا وتهمس أحيانا كثيرة ، علمتها الكتابة كيف تنسق ألفاظها وكيف تنفرج بعض الحروف و علمتها الصحافة كيف تعامل وجه الحقيقة وكيف ترتدي الأقنعة وتطلي الحروف وتنطقها .. تأخذ نفسا عميقا من سيجارتها وهي تتصفح المجلة . استوقفتها صورة ممثلة جميلة ذكرتها بأيامها الماضية وأخرجت من حقيبتها مرآتها الصغيرة العزيزة عليها، تعتبرها من أصدق صديقاتها فهي لا تكذب ولا تطلي الحقيقة بالضلال، ولا تقنعها الأقنعة …….ازداد تمسكها وتأملها لوجهها عندما رأت التجاعيد بوجهها , طلت سافرة دون خجل عندما رأت التجاعيد بوجهها طلت سافرة دون خجل و بعدما كانت تبدو على استحياء من حين إلى حين ، ولا سيما في أوقات السفر والإرهاق، أصابعها ما لمحته من التجاعيد , شهقت نفسا عميقا من السيجارة التي أوشكت على نهايتها، أزفرته متقطعا بحسرات وتأوه . ضغطت بكلتا يديها على المرآة تنهرها زادت عصبيتها عندما لمحت كل الناس مستعدة وبأعينها ترنوا إلى القطار، حياها مدحت وهو يحمل طفلته المريضة على ذراعه تجاهلته.. مدحت هذا يقدسني لكنه لم يغفر لي عبثى البريء مع نشأت ونشأت تزوج أيضا . محمود، عزيز . جمال، نصرى، كلهم تزوجوا وصرت عانسة ..

مسحت بضع دمعات تساقطت على حين غفلة بذل وانكسار إلا أنها استردت ثقتها وصاحت بأعلى صوتها تخاطب المرآة ، أنت أيضا خائنة ضغطت عليها بكلتا يديها تناثرت قطعا صغيرة بين يديها لم تشعر بالألم الذى سببه انكسار المرآة ولا بالدماء التي انهمرت من كلتا يديها، ساعدها النادل بأكثر من مرة يمسح الدماء التى تسيل بغزارة ، غزيرة بمنديله وقد ارتاحت يدها بين يديه و تنظر إليه بتلهف وحنين ، ينظر إليهما بشفقة وبراءة، نهره المعلم قم يا ولد اعمل للأبله فنجان قهوة زين.. نهضت مسرعة تجاه القطار الذى أنطلق مغادرا .


شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :