قصة صحفية : منى توكا شها
في ظل التحولات المجتمعية المتسارعة، تطور دور المرأة في المجتمع وتحديها للصور النمطية والأدوار الجندرية التقليدية، إذ تبزغ شمس تجارب نسائية فريدة في مجالات كانت حكرًا على الرجال. ومن هذه التجارب، تأسيس أول شركة نسائية لصيانة الهواتف والحواسيب، حيث أثبتت النساء أنهن قادرات على الإبداع في هذا المجال التقني. مشروع طموح الذي يحمل اسم “شركة طموح” يُعد قصة نجاح تُبرز قوة الإرادة النسائية.

من شغف الهندسة إلى ريادة الأعمال.
تعود فكرة المشروع إلى المهندسة خديجة المجدوب، مؤسسة ومديرة فريق “طموح”، التي استلهمت الفكرة من تخصصها في الهندسة الإلكترونية. تقول خديجة: “كنت أساعد زميلاتي في حل مشكلات الحواسيب، مما أكسبني خبرة في البرمجيات. بعد التخرج، التحقت بدورة تدريبية لصيانة الهواتف نظمتها منظمة اليونسيف، وهناك التقيت بزميلاتي اللواتي يشاركنني الشغف ذاته“.

انطلاقًا من هذا التدريب، تشكل فريق “طموح”، وحقق إنجازات عدة، من بينها الفوز بالمركز الثاني في جائزة أفضل مبادرة شبابية مجتمعية في سبها عام 2019. ومع تزايد الطلب، بدأ الفريق العمل من المنزل في 2020، ثم أطلق صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي في 2021، ما ساهم في انتشار خدماته على نطاق أوسع.
الخصوصية أولوية والخدمة بمستوى احترافي.
تشير رجاء صالح، إحدى أعضاء الفريق، إلى أن هاجس الأمان والخصوصية دفعهن إلى تأسيس المشروع، إذ تقول: “كثير من النساء يتخوفن من تسريب بياناتهن عند تسليم أجهزتهن للرجال، لذا كان هدفنا الأساسي تقديم خدمة آمنة تراعي هذه الهواجس“.

إلى جانب ذلك، يسعى الفريق لتقليل عدد الأجهزة المتعطلة والمركونة لدى النساء عبر تقديم خدمات صيانة متميزة، إلى جانب تنظيم دورات تدريبية تتيح فرص عمل للسيدات في المجال التقني.
تجارب شخصية ألهمت الطريق.
بالنسبة لـ مريم محمد إبراهيم، بدأ شغفها بالإلكترونيات عندما كان شقيقها يصلح هاتفها مقابل المال، فتحدته قائلة: “سأصلح هاتفي بنفسي”. هذا التحدي دفعها للانضمام إلى تدريب تقني نظمته منظمة “سوبر نوفا” الإيطالية، ما عزز مهاراتها في صيانة الهواتف. اليوم، ترى مريم أن المرأة قادرة على تحقيق النجاح في أي مجال، شرط ألا تستسلم للعوائق.
أما عزيزة محمد، فوجدت في فريق “طموح” فرصة لتحويل اهتمامها بصيانة الهواتف إلى مهنة حقيقية. تقول: “شاركنا في دورة تدريبية مع 15 فتاة بهدف تعلم الصيانة وإنشاء مشروع نسائي خاص بنا. ومن خلال العمل مع الفريق، أثبتنا أننا قادرات على التميز في المجال التقني“.

رسالة طموح: النساء قادرات على كسر الحواجز.
أصبح فريق “طموح” أكثر من مجرد مشروع تقني، فهو اليوم منصة لتمكين النساء في مجالات غير تقليدية، حيث يسعى إلى توسيع نطاق خدماته وتوفير بيئة آمنة لتعليم السيدات مهارات الصيانة وريادة الأعمال. ويجمع أعضاء الفريق على رسالة واحدة: “المرأة قادرة على تحقيق النجاح في أي مجال تختاره، متى ما توفرت لها الفرصة والإرادة”.