د- احمد السيد
قال تعالي :- (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى( بقصة سيدنا موسى عليه السلام لنا وقفات كثيرة…
الوقفة الأولى : كل الأنبياء أوذوا من أعدائهم إلا سيدنا موسى عليه السلام أوذي من أعدائه وأتباعه ولذلك
قال لقومه: (يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ( آذوه لما عبدوا العجل: (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) وآذوه في التيه ( قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ(
الوقفة الثانية: هناك شبه بين طغيان كفار قريش وطغيان فرعون حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي جهل أنه فرعون هذه الأمة بل كان أسوأ من فرعون إذ أن فرعون حين أدركه الغرق قال آمنت …. وأبو جهل لما قتل قال (أبلغ محمدا أنني ابغضه( فكان أسوأ من فرعون …!!
الوقفة الثالثة: في قصة موسى عليه السلام دعوة للتفاؤل وحسن الظن بالله مهما اجتمعت أسباب الكرب والهلاك لحق فرعون بموسى وقومه فانقطعت أسباب الدنيا كلها في نجاة موسى ومن معه.. العدو خلفهم والبحر أمامهم وليس معهم سلاح.. لكن يقين موسى وحسن ظنه بالله كان طوق النجاة ولو فُقدت جميع أسبابها
قال تعالي:- (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ(
(قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (
فإن كنت تحسن الظن بربك فأبشر بالنجاة