بقلم :: عثمان البوسيفي
كل شيء في وطني قابل للتوقف في أي لحظة بما في ذلك الروح الزكية التي تواصل الركض في الشوارع البائسة ( وفسانيا ) ليست استثناء من ذلك وهي تتأرجح بين الانطلاق والتوقف وبين هذا وذاك تحاصرنا الأماني في رؤية تقدم لوطن حاصرته المآسي وكل حلم ساكنيه رؤيته معافى .
للصباحات الممتدة في الأفق ألف تحية وللصحراء الغارقة في الرمال الجميلة وللتجلي حين تهرب النبضات على وقع رائحة الرصاص وحين لا نجد ما نكتبه ولا رغيف خبز يسد جوعنا وأنا أشتهي الهروب الى هناك حيث لا أحد سوى أنا وأقدام صغيرة وطرية تعيد لملمتي فيما السؤال كيف ستكون تلك الدروب حين تكبر تلك الأقدام وهل تتسع لها أم تضيق كما فعلت معي ؟
يركض السؤال مثل أرنب صغير بخطوات في عالم لا يدري حجم قسوته والتمني يلاحقني في رؤية مسافات لا تغرق فيها الخطوات وكل مرة أسأل من أنا ول يأتيني الجواب وكيف تتوفر بكثرة كيف لي أن أجيب عن أسئلة المقيمين في النبض وكيف أجيبهم كيف للورد أن يحمل كل تلك الأشواك في اغصانه ؟ ثمة أكوام من الاسئلة تسكن مساماتي وهي عصية حين يتعلق الأمر بالجواب .
أنا عالق في أثر خطواتي اليوم أبحث عن ظل في أرض الشمس ؛ أنا الآن محاصر يعبث بي القلق وتغرق أماني روحي في سماء تتسع لكل شيء إلا إجابة تنعش قلبي المتعب .
أنا خجل جدا من رسم حروفي لقارئ يبحث عن رغيف خبز وعن كهرباء وعن نقود اختفت ولم تعد لها قيمة فيما الإنسان يفقد في كل لحظة نبضه .
سأشتري حذاء جديد وأبحث عن أرصفة لا تعرف غير النماء وأمارس النظر لعقارب ساعة تسير بشكل طبيعي ؛ وأتذكر وأنا خارج من بيتنا الطيني زمان كيف انغرست إبرة الخياطة في أصبعي وأنا أصرخ .
ويظل الوخز مرسوما في حنايا القلب يعود إلينا كلما أمطرت ذات صيف ؛ وأنا أقضي كل النهار أحاول لملمة حروف أسمي وأقنع المارة أني أنتمي لهم .
لا أريد أن أقضي عمري كله أقنع المارة أن للكتابة سحر يسرق الألباب كما سرق لبي وعن نسج أثواب رثة لا تمنح الحالمين أي أمل يضئ مساربهم المعتمة …