عدوى فيروسية تفرض حالة طوارئ وتعطل الدراسة وتعيد ارتداء الكمامات

عدوى فيروسية تفرض حالة طوارئ وتعطل الدراسة وتعيد ارتداء الكمامات

  • تقرير : زهرة موسى : منى توكن

 “حمى، قيء، إسهال، وصعوبة في التنفس..” أعراض مرضية انتشرت في الأسابيع القليلة الماضية بين المواطنين وبكثرة بين الأطفال في جنوب ليبيا  خاصة في مدينتيْ سبها والكفرة.

لم تعرف أسبابه في البداية، وعلى إثره توقفت الدراسة لمدة 4 أيام و رفعت حالة الاستعداد والطوارئ بقسم الأطفال بمركز سبها الطبي ومستشفى الشهيد عطية الكاسح بالكفرة، وعادت الكمامات على الوجوه في محاولة وقائية وحائلة بين مرور الفيروس للطلبة.

وانتشر في بادئ الأمر على أنه مرض مجهول من قبل مستشفى الكفرة ،ثم شخص بأنه التهاب السحايا بمركز سبها الطبي قبل أن ينفي مدير مركز مكافحة الأمراض ذلك، و أظهر المواطنون امتعاضهم بسبب ما وصفوه بنشر تشخيص غير صحيح للمرض والتسبب في حالة هلع بين المواطنين.

أسباب مجهولة.

في وقت سابق أعلن مركز سبها الطبي عن وصول أكثر من عشرين طفلاً إلى المركز يعاني غالبيتهم من نزلات معوية، وأكد المركز في مطلع نوفمبر أن أعداد المصابين في تزايد، وأبدى تخوفه أن يكون المرض المنتشر “التهاب السحايا” داعياً أولياء الأمور للتوجه إلى المرافق الصحية في حال حدوث نزلات معوية للأطفال أو الاشتباه بحدوث تسمم بأغذية فاسدة ، في ظل عدم اتخاذ السلطات إجراءات رادعة.

ومن جهته أعلن مستشفى الشهيد عطية الكاسح التعليمي بالكفرة عن  مواجهة أهالي المدينة موجة مرض حاد يصيب الأطفال، ولم تعرف أسبابه حتى الآن.

 وقال مدير المستشفى إسماعيل العيضة في تصريحات تلفزيونية إن المدينة تمر بموجة مرض حاد يصيب الأطفال. وقد استقبل المستشفى نحو 80 مريضاً يتلقى 30 منهم العلاج ، وهم يعانون من أعراض مختلفة، مثل التقيؤ وضيق التنفس وارتفاع الحرارة، والتحاليل ما زالت مستمرة لمحاولة معرفة أسباب المرض.

وحث العيضة وزارة الصحة على دعم مستشفى الكفرة لتخطي مشاكل معاناته من نقص كبير في عدد الأطباء والعناصر المساعدة، علماً أن الليبيين يشتكون أيضاً من غياب الخدمات في المؤسسات الصحية الحكومية بسبب ضعف الدعم الحكومي، وعدم توفر التجهيزات اللازمة أو صيانة تلك الموجودة.

ونفى مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض‏ حيدر السائح انتشار التهاب السحايا في سبها، أو وجود مرض مجهول في الكفرة عبر منشور في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك جاء في نصه “المرض المنتشر تم تشخيصه في فرعنا بالكفرة هو فيروس الجهاز التنفسي المخلوي الذي ينتشر في هذا الوقت من السنة وأن الفيروس غير خطر”.

فيما أكد العيضة في تصريحات صحفية بعدها أنه بالفعل تم التعرف على المرض وأن الحالات التي وصلت إلى مستشفى الكفرة مصابة بفيروس الجهاز التنفسي المخلوي كما أكد المركز الوطني لمكافحة الأمراض أن المستشفى خالٍ تماماً من أي لقاحات للمرض.

وكانت قد تحدثت الدكتورة فاطمة حبيب رئيسة قسم الأطفال بمركز سبها الطبي في زيارة فريق المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان بسبها عن حقيقة الأخبار المتداولة عن مرض التهاب السحايا وجاهزية القسم للسيطرة على أي ظهور محتمل حيث أكدت أن كل الحالات التي وصلت مؤخراً للقسم هي حالات إصابة بنزلات معوية وليست التهاب السحايا وأن كل الحالات الواردة كانت من المناطق الحدودية البعيدة عن مدينة سبها.

أعراض متشابهة.

ومن بلدية مرزق تحدثت م . جميلة محمد موسى فنية مختبر عن الفيروس والتشخيصات قائلة” من خلال عملي في المختبر في مصحة سند الإيوائية مرزق ، لاحظت أن أغلب التحاليل التي يطلبها دكتور الباطنة للمرضى المصابين بالمرض المنتشر مجهول الهوية في بادئ الأمر هو تحليل الحمى التيفودية ، مع العلم بأن هذا التحليل كانت نتيجته سلبية مع أغلب الحالات. والمصابون به لا يتعدى عددهم اثنان من عشر حالات ، برغم أن الجميع يتشابهون في الأعراض ، والغريب في هذا المرض بأن الشخص من المحتمل أن يصاب به لأكثر من مرة على التوالي ، حيث أن هناك حالات لا تمر مدة شفائهم أسبوعاً واحدا و تجدهم يعانون من نفس الأعراض للمرة الثانية وكأن لهذا الفيروس تركيبة معقدة و يجدد نفسه في كل مرة ليكون أقوى من السابق ليصبح العلاج المعتاد عاجزا

 عن شفاء المريض.

وتمنت من مراكز الدراسات و الأبحاث الطبية أن تتمكن من اكتشاف مصدره و آلية محاربته في أقرب وقت.

وأوضحت  فاطمة رحيل دكتورة أطفال وعضو في فريق الرصد والاستجابة السريعة سبها أن الفيروسات المنتشرة الفترة الماضية هي الفيروسات التنفسية شتوية الموسم (الفيروس التنفسي المخلوي،  وكذلك الأنفلونزا ) ، وتم تحديد ذلك  وفقاً للعينات التي أخدت من قبل فريق الرصد والاستجابة سبها .

وقالت ” أخدنا عينات عشوائية من مرافق صحية وكانت نتائج بعض الأشخاص أنهم مصابون بالفيروس التنفسي المخلوي وأشخاص بالأنفلونزا-A ، ولم يظهر أشخاص مصابون بكورونا بالمسحات.

وأضاف” بالنسبة للأعراض فهي عبارة عن سعال ، ارتفاع في درجة الحرارة وبعض الحالات كانوا يعانون من ارتفاع في الحرارة ولا يستجيبون بسهولة لخوافض الحرارة ، و أيضا

احتقان في الحلق ، رشح وزكام، بعض الأشخاص يعانون من نزلات معوية، إسهال وتقيؤ وكذلك بعض الحالات ضيق في التنفس.

و أردفت ” حاليًا الوضع أفضل من السابق قل عدد المترددين على عيادة الأطفال في المصحة ،كان هناك ارتفاع في الحالات من منتصف نوفمبر الماضي واستمر إلى ديسمبر الماضي وبدأ في الانحسار في بداية يناير  الحالي.

وأشارت إلى أنه كان متوسط المترددين من الأطفال في المصحة يصل إلى أكثر من 100 حالة يومياً لكن حالياً الوضع أفضل لكن مازلنا نراقب الوضع باعتبار أن فصل الشتاء مازال مستمرا.

ونوهت إلى أن طرق انتقال الفيروسات التنفسية عن طريق الهواء وملامسة الأشياء الملوثة برذاذ الأشخاص المصابين.

وشددت على ضرورة  اتباع تعليمات الوقاية من ارتداء الكمامات وغسل اليدين وخاصة الأطفال والتقليل من التجمعات قدر الإمكان .

وتقول المواطنة عزيزة محمد:”لا أستغرب التشخيص الخاطئ من مركز سبها الطبي،  بسبب انعدام الإمكانيات والعجز التام في القطاع الصحي ولا ذنب لهم، ولكن كان بالإمكان الخروج والتحدث بصريح العبارة

والإقرار بالعجز وقلة الكفاءات والإمكانيات وحتى وإن طلبوا المساعدة والتدخل من المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية”.

وتابعت” الفيروس انتشر بشكل كبير وهناك من مات في القرى، والمشكلة لم يتم تطعيم الأطفال بلقاحات فيروس كورونا ،قد يكون الفيروس الجديد هو متحور كورونا، وهذا يعيدنا إلى أهمية اللقاحات، ففي الدول الغربية تلقى أطفالهم التلقيحات، ففي فرنسا وألمانيا فرضوا التلقيح على الأطفال الذين يرتدون المدارس وهذا دليل على أهمية هذا الإجراء”.

وتابعت” ومن خلال متابعتي لمراجعات بعض أطفال الأقارب فالتحاليل التي يطلبها الدكاترة هي تحاليل فيروس كورونا وحتى  العلاجات نفس العلاجات التي تصرف للمصاب بفيروس كورونا”.

وقال المواطن سالم عبدالعزيز ” تسبب لنا التشخيص بانتشار التهاب السحايا بحالة خوف وهلع شديدين خاصة وأنني والد 5 أطفال أعمارهم بين 6 شهور و 10 أعوام، وأحد أبنائي كان قد عانى من نفس الأعراض ومن ثم نفى مركز مكافحة الأمراض وجود التهاب السحايا”.

 تابع “لا أدري هل الدكاترة بمستشفى سبها غير أكفاء أم هناك أمور أخرى؟ وفي الحالتين لا يجدر بمستشفى المدينة وهي أكبر مستشفيات الجنوب أن تصدر تشخيصاً خاطئاً”.

وللتعرف على كمية السحب على الأدوية والمستلزمات الوقائية قالت الصيدلانية صباح أبو علي لـ”فسانيا ” في الآونة الأخيرة شاهدنا انتشارا كبيرا لفيروس يصيب الجهاز التنفسي، فيصيب الأشخاص بأعراض تتباين حدته بين الفئات العمرية المختلفة من صداع وآلام العظام وفقدان الشهية والقيء و الإسهال والحرارة وصعوبة التنفس والسعال الحاد، كما كان لسرعة انتشار الفيروس دور كبير في زيادة السحب  على الكمامات من جديد بمقدار 3 علب أو أكثر في اليوم الواحد.

وأضافت:” على الرغم من الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الجهات المختصة من منح عطل وإغلاق الأماكن التي تؤدي إلى الاحتشاد للتحكم في المرض إلا أن العدوى كانت مستمرة لطيلة الشهر والمستشفى يستقبل الحالات يومياً”.

وتابعت” عانت الصيدليات من نقص أصناف  دوائية معينة لزيادة السحب مثل شرابات الحرارة بمختلف جرعاتها ومحلول(( paracetamol)) الخافض للحرارة و المضادات الحيوية من حقن الـ( (CEFETRIXON و الــ augmntin syurp) ) و حقن ترجيع الأطفال (cortiplex )و الشرابات التي تحتوي على مضاد الالتهاب الديكساميثازون مثل الـ(( oradexon و الــ( Orazon )، والسحب الأكبر كان على  البخاخات التي تساعد على التتفس مثل الـ(Salbutamol neb )والـ

 (iparatropium Bromide)

أدوية

و تحدثت الصيدلانية عواطف علي لـ”فسانيا” بخصوص الكمامات و الأدوية والعلاجات الأكثر سحباً قالت” إن كمية السحب على الكمامات ازدادت بشكل كبير وخاصة الكمامات المخصصة للأطفال، وفي خلال أسبوع نلاحظ سحب كمية تصل إلى 100 علبة من الكمامات”.

ومن جانب الأدوية والعلاجات أوضحت أن السحب كبير على مخفض الحرارة حقن “البارستيمول” و”الروسوفين” كمضاد حيوي و خافض للحرارة ويتم السحب على ما يقارب 100 حقنة في اليوم من خافض الحرارة ، وأيضا من أعراض هذا المرض الإسهال فكان هناك سحب على علاجات الإسهال والقيء.

وعن عودة الكمامات إلى المدارس ومامدى تعامل المدرسة مع حالات الإصابة و الوقاية من انتقال العدوى تحدثت لنا سالمة البريكي نائب مدير مدرسة عائشة للبنات موضحةً أن المدرسة حرصت على ارتداء الطلبة للكمامات وفرضها، بالإضافة إلى  أن بعض الطلبة كانوا حريصين على ارتدائها من تلقاء نفسهم حتى قبل قرار الفرض.

وأوضحت أن المدرسة فرضت على كل الطالبات اتباع الإجراءات الوقائية، وأنه تم تنبيه كل الطالبات على عدم مشاركة الأدوات الخاصة أو عبوات المياه وغيرها بالإضافة إلى التعقيم ونظافة الحمامات.

وعن الأعراض التي تظهر على الطلبة المصابين قالت إن الأعراض المشتركة هي القيء والإسهال والحمى، وكل من تظهر عليه الأعراض كان يعزل إلى حين قدوم أولياء الأمور لاصطحابهم.

 و أكدت أن المدرسة كانت تراعي أوضاع الطلبة المصابين وخاصة أن فترة ظهور هذا الفيروس هي فترة امتحانات نصفية لذلك كان على المدرسة أن تعيد الاختبار لمن أصيب واضطر إلى التغيب.

وقالت البريكي إنه تم إلقاء محاضرات صحية توعوية للطالبات وعن الأعراض وكيفية التصرف في حال الشعور بالمرض وحثهم على التواصل مع الأخصائية في حال الشعور بأي عارض مرضي.

وتحدث  عبدالقادر يحي مدير مدرسة الخنساء الثانوية عن عودة الكمامات للمدارس موضحاً أن هناك من لم يترك ارتداء الكمامات منذ بداية ظهور الكورونا من الطلبة والمعلمين ، ومنهم مع انتشار هذا الفيروس فرضت المدرسة عليهم ارتداءها وتم توزيع الكمامات على الطلبة الذين يأتون من دونها.

وأضاف أنه تم التنبيه على كل الطلبة في حال شعورهم بالمرض أو ظهور أعراض الإصابة البقاء في المنزل للحد من انتشار العدوى وسيستمر هذا القرار إلى الفصل القادم أيضا.

وعن الإجراءات التي قامت بها الإدارة لمحاربة انتشار الفيروس قال إنه يتم التعقيم بشكل يومي بالإضافة إلى فرض ارتداء الكمامات والتعقيم.

وعن عدد التغيب بسبب المرض قال إنه قد يصل إلى 15 طالبة وأحيانا أقل من أصل 200 طالبة بالمدرسة .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :