عـــازف التشـيلو

عـــازف التشـيلو

(cello)… آلةُ التشيلو من الآلات الوترية الوقورةُ بالحزن،والصوت الدافئ المستقل عن الآلآت الوتريةُ الأخرى بهذا الدفء الرصين الذي تميزه الأذن بسهولة.تشَّاطر مع الكمان تلك الآلة الحزينة شكله الخارجي وأختلف معه بحجمهِ الكبير وكيف كان للكمان ذراعيُّ العازف وكتفه،للتشلو تتأبطه رجلي العازف واليدين و القوس يأمر الوتر باللحن.في ليبيا نادرٌ من تمكن من إحترافه،لكـن هنالك شابٌ طموح،عشق التشيلو وسافر مع فيفالدي وباخ وفي كل كونشرتو كانت به تلك الآله الحظوة الأولى والصوت الرئيسي.مع أوكتافات التشيلو الأربعة رسم أحلامه أربع سموات،وأربع بحار.في كل بحر مقام موسيقي،وفي كل سماء الجمل التي ألفها..طرق ذاك العازف المُحترف الذي تزوج وأنجب من التشيلو أحلامه.أبهـر من كان لهُ سامعاً من المُتلقي البسيط إلى أساتذته الذى فاقهم مقدرة وموهبة، طرق كل الأبواب،وخاطب كل المسؤولين تجاهلوه..!!تعثر كثيراً وأحبط كثيراً فحطم آلته..!!بكى عليها كجثةٌ نافقة وبكى نفسه.حاول العودة لهـا وفشل، قاطع الموسيقى ومالديه من مقطوعات حذفها من حسابه،من جِهازه المحمول من كل مكان توجد به موسيقاه ورحلته الحزينه تلك.ثم قرر التشَّدد الديني واللحية الإيزار ورفض الموسيقى وتحريمها بشكل كادت أن تكون العدو،خسر هو وخسرت ليبيا مبدع مثله لتقاعص المسؤولين،وبالتأكيد ليس هو الوحيد من المبدعين الذي إنتهى بهم الأمر بالتشدد بالفكر يأما دينياً أو إلحاداً ..!!هذه قصةٌ حقيقية لشاب من مدينةِ النضال بنغازي،ناضل بموسيقاه الفذّةِ حتى إغتيلت أحلامه فأغتالها وفقد الوطن صوتــه…

أماني عبد الدائم

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :