- شعر :: المهدي الحمروني
تعالي أخبرك عني
باسم الله
وبعد الثناء عليك
إنها قدمي بركاب القفزة
في صهوة وهم طوافك
على مشارف صيف الآب
الثالث والخمسين*
وبرجي طللٌ على وثنٍ لأسدٍ حطيم
منذ كهولة صباي
إلى طفولتي المُسنّة
لازلت أجرجر ظلاً لا ينكسر
بنفس القلب الباكر
والأشيب الحكمة
القدم التي عبرت شعوباً وقبائل من السلف الطالح لنسل ضبّة العيني
واجتازت آفاقاً ملوثةً من شُدّادٍ فواتك*
وكمائن متربصةٍ لقطع طريقي
ورصد مساربي الحفيفة بالبؤس والانكسارات
أمضيتها زاهداً في بلاط الطغاة
الطغاة في بلداننا أذهان استشرت في الحكام والشعراء والنقاد والأغنياء والأعراب والعوام على السواء
لست متنبّيٍ ..
لكنني بالضرورة ضميراً مستتراً لأبي محسّدٍ جديد*
ماذا يتبقى دونك غير منبرٍ للوداع؟
سأبثك سري الذي تجهلين
أنا نبيك الذي لم يبعث لسواك
لأنك أمة بأسرها
جُعلت كينونةُ قاطبة
ومشهد واحد مكتمل
مكتفىً به في الشخوص والتجلي
ولأنك تشبهينني تماماً
كان عليك أزري ببُردةٍ عقب صدمة أوّل الوحي
ونجدتي بفزعةٍ حنيفةٍ لقدري
في بدء البعث
كان عليك رصدي وطِلابي بمشيئة السماء والحب
لكنك أدبرتِ ياحبيبتي
لحظة البلاغ المبين
خلف حجابٍ من الوهم المذعور
إمعاناً في هزيمتي
ونكسةً لرايتي
وأمام شواهدي بإعلانك قصيداً وكتابا
الآن سينهرني غلمان الحلب والصر عن التولّي والفرار
لهذا سأكرُّ إلى انتهاءٍ في هوّة اللامعنى
على الهامش السحيق
في سديمٍ من هدأة الصمت
الآيب إلى المنفى
الآن أستسلم لعجزي عن هدي
إنصاتك لرسالتي
في انتظار
صلبي
المحتوم
____________
***بلوغ الثالثة والخمسين في آب القادم
– إشارة لمواليد برج الأسد وعمر المتنبي، ومقتله بغدر فاتك الأسدي بسبب هجاءه لضبّة العيني
– أبومحسّد هي كنية المتنبي
______________________