فسانيا التي أحب لملمتني من العراء وكستني حرف البهاء وزرعتني شجرة كبيرة في الأنحاء وجعلتني أكتب دون عناء وأرسم خرائط الأحبة في قلب السماء وصرت بفضلها أعشق تفاصيل الأشياء .
كلما أردت السفر في نبضي كانت الرفيق في أجمل طريق وكلما أفقت في ليالي الشتاء وجدتها ترسم الدفء في قلبي العابر للمسافات والغارقة في محبة الحرف الجميل .
كنت سأكتب مقال توديعي عن رحلة لم تستمر طويلاً في مكان أحببته قبل أن أكتب فيه لكن عمر حمزاوي من قريبة أسمها تكركيبة في الجنوب الحبيب غير دفة مقالي إليه فقد قادته الخطى للدراسة في الهند على حسابه الخاص وعاد بعد أن ارتفع سعر الدولار ولم يعد أهله قادرون على مساندته كم حصل مع الكثير ممن يدرسون خارج الوطن .
الحكاية لم تنتهي برجوعه من هناك لكنها بدأت من جديد في طرابلس حيث بدأ العمل من أجل جمع ما يمكن جمعه من أجل هدف جديد سكن مخيلته ولا أحد كان يعتقد أنه سيشد الرحال الى مكان آخر عبر قوارب الموت لكنه البؤس حين يستبد بالإنسان الذي كل همه حياة جميلة يصنع هو تفاصيلها وقد جمع ما يكفي ليسد شجع تجار الموت الذين استوطنوا ليبيا منذ سنوات يبيعون الموت للفارين من الموت.
عمر لم يكن وحيداً فقد رافقه في رحلة الموت كثر من بلدان عديدة يبحثون عن الحياة وكان مصيرهم الموت في بحر لم يتسع لكل أحلامهم وأختار أن يقبض أرواحهم ذات لحظة وهم في انتظار وصولهم الى بقع تحقق لهم أحلامهم الإنسانية .
عمر بات جثة هامدة لكن محاولته تطرق باب الاسئلة الذي نفر منه الى متى تظل الفوضى في البلد الكبير في المساحة والصغير في السكان ولم يعد يحمل في خزائنه الكثير من المال .
كم أوجعني رحيلك يا عمر في وطن لا قيمة فيه للإنسان الذي يغزوه الغلاء من جهة والرصاص من جهة أخرى وعبث الدول العربية والأجنبية في رسم خطط لعبها على أرضنا البكر..
اللهم أرحم عمر وكل الذين سوف يفرون ويغرقون مثل عمر ….