حوار :: سلمى عمر :: تصوير :: موسى عبد الكريم
سكان سبها سلبيون لا يطالبون بحقوقهم ولا يدعمون بلديتهم.
تعيش بلدية سبها أوضاعا معيشية صعبة للغاية تجعل المواطن ، يعاني الأمرين للحصول على مختلف الاحتياجات اليومية فمن انعدام الأمن إلى شح السيولة ، ومنهما إلى ندرة الوقود الذي لا يتوفر إلا في السوق السوداء وبأسعار خيالية مقارنة بالوضع المادي للمشتري ، ارتفاع منسوب البطالة يقابله تدني معدل الحصول على توظيف من قبل الحكومات المركزية ، في ظل كل ما يحدث تحاول البلدية البحث عن حلول بديلة كما صرح عميدها في حوار أجرته معه صحيفة فسانيا :
أفادنا حامد رافع الخيالي ، سافرت إلى تونس للقاء شركائنا من المنظمات الدولية ، بعد عجز الحكومة عن صرف الميزانيات فحاولنا وفق الاتفاقيات الدولية إيجاد حلول بديلة وخلال سفرنا في الفترة الماضية للولايات المتحدة الأمريكية وتونس قابلنا المنظمات الشريكة لنا والتي وعدتنا بعدد كبير من المشاريع سيتم تنفيذها خلال الشهر القادم
لدينا برامج صيانة كبيرة لمختلف المراكز الصحية بالمدينة
وأضاف : في الفترة القادمة بعون الله تعالى ستكون هناك انفراجات كبيرة وخاصة في المجال الصحي ، كتزويد المركز الطبي وبقية المرافق الصحية بعدة مستلزمات وأدوية سيتم توفيرها قريبا كما سيتم صيانة الجزء الثاني من العيادة المجمعة التي تم إعادة افتتاحها خلال العشرة أيام الماضية بعد أعمال صيانة وتوقف امتدت لسنة كاملة كما ستضاف أقسام جديدة لها مثل قسم النساء والولادة سينفذ هذا العمل بالتعاون مع إحدى المنظمات وسنبحث عن منظمات أخرى لتنفيذ بقية الأقسام .
استجلبنا عدد 30 فصلا متحركا ومجهزة على أحدث طراز.
وأوضح : تم دعم مركز سبها الطبي وهو المركز الوحيد بالمنطقة الجنوبية بعدة أجهزة تحت إشرافنا وبالاتفاق مع شركائنا من المنظمات ، مثل أجهزة تخزين وتنظيم الكهرباء لقسم الكلى في حالة الانقطاع المفاجئ للكهرباء والتي تحتفظ بالكهرباء لمدة نصف الساعة مما يساعد الطبيب وطاقم التمريض على التصرف خلال هذه الفترة الزمنية ويوفر حماية للأجهزة من التلف في حالة تذبذب الكهرباء و أجهزة الطاقة الشمسية ، وسيارات الإسعاف التي تم استجلابها من صحة الحكومة المؤقتة و من بعض المنظمات وخلال الأيام القادمة سوف تصلنا ثلاث سيارات إسعاف سيتم توزيعها على الوحدات الصحية بالمدينة ، أيضا ثلاجات حفظ الموتى لدار الرحمة .
الشركة العامة في طرابلس كانت عاجزة عن صيانة حتى مضخة واحدة للصرف الصحي سبها
وأضاف : سبق وأحضرنا للمركز الطبي كميات كبيرة جدا من الأدوية ، ومن الأجهزة التي يستخدمها الأطباء في عملهم اليومي كالسماعات وأجهزة قياس الضغط والحرارة وغيرها ، الأجهزة الخاصة بالأطباء وصلت للمركز ولمختلف العيادات و في الفترة القادمة لدينا برامج صيانة كبيرة لمختلف المراكز الصحية بالمدينة
ودعم وتجهيزات تكفي حاجة سبها وتفوق لو تمت المحافظة عليها بشكل جيد .
وفيما يخص قطاع التعليم صرح الخيالي : لا يختلف قطاع التعليم عن الصحة استجلبنا عدد 30 فصلا متحركا ومجهزة على أحدث طراز وقمنا بتوزيعها على عدة مدارس وفي منطقة الجديد سيتم فتح مدرسة جديدة كل فصولها متحركة لحل مشكلة اكتظاظ الطلبة كما تمت صيانة عدد 18 مدرسة ، و تعاونا مع شركة ليبيانا التي قامت بصيانة دورات المياه ببعض المدارس وفي الفترة القريبة القادمة لدينا مخطط لصيانة 20 مدرسة ، وسنعمل على توفير تكييف لكل المدارس فكما تعلمون صيف الجنوب حار جدا .
لا يحق لأي منظمة العمل داخل البلدية بدون التنسيق معنا كجهة رسمية.
وقال : نعمل على توفير أجهزة تحلية لعدد 50 مدرسة وقد باشرنا في المشروع فعليا والحقيقة أننا دعمنا قطاع التعليم بشكل كبير جدا رغم كل ما يقال ، حتى المجلس البلدي خصص له قيمة كبيرة جدا من ميزانيته السابقة حيث وصلت إلى 500 ألف دينار ليبي .
ونوه الخيالي : الكل صار يعلم بمشكلة الصرف الصحي الشهيرة في سبها من خلال تغطية بعض وسائل الإعلام لهذه المشكلة لكن الشركة العامة في طرابلس كانت عاجزة عن صيانة حتى مضخة واحدة للصرف الصحي سبها ، لدينا في مقر الشركة العامة بطرابلس عشر مضخات بحاجة للصيانة ولكن لم تتم صيانتها ، لكننا تمكنا من خلال لقائنا مع شركائنا من الحصول على 5 مضخات ، تصل قيمة المضخة الواحدة إلى 500 ألف يورو وتم تركيبها للصرف الصحي الرئيسي وأشرفنا على تركيب محطة الجديد وزودت بعدد مضختين ، ومضخة لحي عبد الكافي وأخرى لحي المهدية الخزان الرئيسي كما استجلنا 3 مضخات أخرى .
كما قامت البلدية بدعم الآبار الموجودة في المدينة بخمس مولدات لمعالجة مشكلة انقطاع وتذبذب الكهرباء وإحدى المنظمات الشريكة جاءت بخمس مولدات أيضا ، تم تقسيم المولدات على مختلف أحياء المدينة .
الصحي بعد إهمال وعجز دام لسنوات من قبل الدولة في ظل معاناة المواطن الدائمة ، قريبا بعون الله سيتم العمل عليه بعد توقيع اتفاق صيانته ، أيضا لدينا صيانة المحطة الموجودة بشارع الرسامين في منطقة سكرة ، والحقيقة لدينا مشاريع كبيرة جدا مع المنظمات وخلال الأشهر القادمة سيكون هناك عمل جبار لإصلاح وصيانة الصرف الصحي بالبلدية وبشكل نهائي .
تم التعاقد على صيانة الخط الرئيسي للصرف الصحي بعد إهمال وعجز دام لسنوات من قبل الدولة.
وأضاف : لدينا أيضا تعاقدات فيما يخص صيانة وتعبيد الطرق ومنها الطريق الدائري لمنطقة المنشية ، للأسف كان مقررا لهذه الطريق الصيانة منذ فترة طويلة وكانت الشركة قد باشرت عملها فيه بشكل فعلي ولكن للأسف ، نتيجة للوضع الأمني المتردي للمدينة توقفت الشركة عن العمل ، بسبب هجوم بعض الخارجين عن القانون على مقر الشركة وسرقة بطاريات السيارات التابعة لها
وأكد : رغم كل ذلك سوف نستمر في تنفيذ هذه البرامج ولن تحد المشاكل المستمرة من عزمنا وعزيمتنا على الاستمرار ، لازلنا نمارس الضغط على الشركة ونجري معها مفوضات عدة لاستكمال صيانة الطريق الدائري والشركة طالبت بالوقود والسيولة لاستكمال تنفيذ المشروع وسوف نسعى بمختلف الطرق لتوفير مطالبها رغم صعوبة الأمر في الوقت الراهن .
وقال الخيالي : عن أزمة الوقود التي يعاني منها الجنوب عامة وبلدية سبها خاصة أنها مشكلة مفتعلة ، مضيفا : لدينا حصتنا التي من المفترض أن تأتينا من مدينة مصراتة وبشكل مستمر ويومي يفوق المليون لتر بنزين ، 700 ألف لتر نافطة هذه هي حصة الجنوب ، لكن الخروقات الأمنية تسببت في عرقلة وصول الوقود للمنطقة ، حيث اشتكى سائقو شاحنات الوقود أن مجموعة مسلحة تعرضت لهم في منطقة تسمى دار براك واعتدوا عليهم وسلبوهم أشياءهم فطالبوا بالحماية .
أزمة الوقود التي يعاني منها الجنوب مفتعلة.
-الوقود المهرب يصل إلى الجنوب بحماية المجموعات المسلحة وبعلم الحكومة.
وأوضح : هم قالوا إن الطريق من مصراتة إلى الجفرة آمنة ولا خطر عليهم ، ونحن مستعدون لتأمين الطريق من الجفرة إلى سبها فبقية مدن الجنوب ، خاصة وأن العميد محمد بن نايل تكفل بتأمين السيارات من الجفرة إلى سبها ، لكن الآن الإخوة في مصراتة يتحججون بقضية الحماية ويطالبون بتوفير الحماية من مصراتة إلى الجفرة، الحماية التي يطلبونها تحتاج لقوة أمنية ، والقوة الأمنية بحاجة لتوفير مكافآت والبلدية كما سبق وأشرت لم تخصص لها الحكومة ميزانية لصرفها ، القوة مستعدة للتأمين من الجفرة إلى سبها وهم قالوا إنهم يتعرضون للمضايقات في منطقة دار براك وهذه المنطقة تقع ضمن ما يمكن حمايته ، لكنهم طالبوا بمطلب تعجيزي وهو توفير الحماية من مصراتة إلى الجفرة .
ونوه : بعدما وجدنا أن المطلب تعجيزي توجهنا إلى طرابلس والزاوية واتفقنا مع لجنة الأزمة من أجل إمدادنا بالوقود من طرابلس والزاوية وأتممنا الاتفاق بالفعل مع الإخوة في الزاوية وبعد إتمام الاتفاق هم أيضا طالبوا بالحماية فالتزم العقيد محمد بن نايل بتوفير الحماية من الشويرف إلى سبها ، لكنهم قالوا نحن نريد توفير الحماية من طرابلس إلى الشويرف هنا لم نجد من يقف معنا ويوفر لنا الحماية حتى يصل الوقود إلى منطقة الشويرف فطالبنا الحكومة التي تتبعها مختلف الوحدات العسكرية والأمنية بحماية وقود الجنوب لكنها لم تفعل !
وتساءل : كيف يصل الوقود المهرب وبحماية مجموعات مسلحة إلى الجنوب وبعلم الحكومة والأمن وبكميات كبيرة تغطي السوق السوداء ولا تصل حصة الجنوب القانونية ، ومن سمح بتهريب هذه الكميات الضخمة التي تغطي السوق السوداء فكما هو معروف في مؤسسات الدولة لكل منطقة حصتها ، وصميم عمل لجنة الأزمة محاربة الفساد والتهريب في هذا القطاع إذا من المسؤول عن تهريب هذه الكميات الكبيرة التي تباع بأسعار خيالية ويجبر المواطن الجنوبي على شرائها لأنه لا يملك بدائل مرضية وتهرب إلى ما وراء الحدود إن لم يكن في الأمر مؤامرة ومكيدة .
أزمة الوقود التي يعاني منها الجنوب مفتعلة.
وأضاف : من المؤسف أن يكون سكان سبها سلبيون أيضا لا يطالبون بحقوقهم ولا يدعمون بلديتهم ، لا يمكن للمجلس البلدي في ظل هذه الظروف أن يوفر كل شيء لأن الدولة والحكومة لم تصرف له ميزانيات تمكنه من ذلك ، أحد المواطنين قال من واجب البلدية أن توفر لي كل الخدمات وأنا نائم في بيتي، أقول له يا أخي هذه ثقافة بالية لا تبني وطنا ، وهذا دليل على السلبية التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن من وضع مترد .
وأشار : في رحلتي إلى أمريكا و أوروبا اكتشفت أن مؤسسات المجتمع المدني هي التي تحرك البلاد وتبنيها وتساهم في حلحلة مشاكلها ، وإن حدثت مشكلة في البلدية أو الوطن هي من تبادر إلى وضع الحلول وتفكيك المختنقات وهي شريك مؤثر في بناء الدولة .
وفيما يخص مديرية الأمن وعملها داخل نطاق البلدية وما قدم لها من دعم ومساندة .
صرح الخيالي : تحصلنا على 20 سيارة في عهد السيد محمد بشر مدير مديرية أمن سبها السابق وتوقعنا أن يقوم بعمل جبار لصالح البلدية والمواطن ولكنهم للأسف ظلوا يماطلون لنكتشف أنه تمت سرقة عشر سيارات من المجموعة التي تحصلنا عليها من طرابلس ، ووصل لسبها فقط 10 سيارات ولكن حتى ما وصل لسبها لا ندري ما الذي حل به لأننا لم نر هذه السيارات تمارس عملها المعتاد في الشارع هذا في عهد السيد محمد بشر .
وأضاف : بعد العقيد محمد بشر استلم زمام مديرية أمن سبها العقيد الساعدي وقمنا كالمعتاد بالتردد على الجهات المسؤولة وتواصلنا مع الحكومة المؤقتة وتمت الموافقة على دعمنا ب 45 سيارة وبالفعل تم استلامها ولكن ما وصل لسبها فقط 25 سيارة لا ندري أين اختفت 20 سيارة منها والآن المفروض أن يطلعنا على أسباب وصول 25 سيارة فقط وأين اختفت بقية المركبات .
الوقود المهرب يصل إلى الجنوب بحماية المجموعات المسلحة وبعلم الحكومة.
ونوه : المواطن يريد أن يشاهد 25 سيارة التي استلمتها مديرية أمن سبها في الشارع في مختلف شوارع سبها ، لا يكفي أن يكون هناك سيارة أو اثنتين في شارع وحيد في المدينة ، مؤكدا أن لدينا رجال أمن على درجة كبيرة من النزاهة ويحبون الوطن لماذا لا تسلم لهؤلاء السيارات ليجاهروا بالأمن في المدينة؟
أكد : بالإضافة إلى كل ما سبق قام المجلس البلدي سبها بتزويد جهاز الشرطة بمبلغ وقدره 340 ألف دينار ليبي لشراء مركبات شرطة وغيرها من المستلزمات عن طريق عضو الأمن بالمجلس البلدي ، كما قمنا بدعم جهاز الحرس البلدي بمبلغ وقدره 30 ألف دينار ، لكل فرع ، فرع سبها وفرع الجنوبية ، كل ذلك لأجل خدمة المواطن والوطن هذا كان عندما توفرت لنا ميزانية في السابق ، كنا نعتقد أن كل هذا الدعم يمكن أن يعود على الوطن ولكننا لم نلاحظ شيئًا إلا الادعاءات .
وفيما يخص عمل المنظمات الأجنبية داخل مدينة سبها .
أكد : لا يحق لأي منظمة العمل داخل البلدية بدون التنسيق معنا كجهة رسمية ، وفق اتفاقيات موثقة وبشكل رسمي وكل ما تم من مشاريع داخل البلدية تحت إشرافنا وبالشراكة معنا كنا دائما نبحث عن حلول بديلة لخدمة المواطن والبلدية.
وختم حديثه كل شيء موثق في مستندات رسمية كل ما صرف وكل التعاقدات ، ولكن الظروف التي مرت بها بلدية سبها كانت عصيبة جدا ونتمنى أن تهتم الحكومات المركزية بهذه المدينة المنكوبة تقريبا والتي تفتقر لأقل مقومات المدنية .