بقلم :: ناجي الحربي
كثيرة هي الأمثلة والغناوي والحكايات الشعبية التي يتكرر فيها العدد(60) .. فيقولون : اللي يرقد للسته يرقد للستين .. بمعنى أنه على الانسان أن يتحمل العبء .. سواء أكان ذلك ظلما أم غير ذلك .. كما أن ” لعابة الكارطة” يقولون : ستين صايلي .. باطا باطا .. في إشارة إلى التعادل .. ذلك أن لعبة ” السكمبيل” تحوي على مائة وعشرين نقطة لا أكثر ولا أقل ، وهذا الرقم حاصل ضرب الستين في اثنين .. فيما يظل مخترع الكارطه ملعون وولد ستين كلب .. وهنا جاء الرقم ” ستون ” كما لو أنه سبه .. ولعنة .. وقليل من الشجعان عندما يتشاجر مع زوجته وتهدده بالذهاب إلى بيت أبيها قليل منهم يقول لها : في ستين داهية .. دون أن يهتم بالعواقب الوخيمة المترتبة على هذا اللفظ ..
أيضا لهذا الرقم دلالة دينية عظيمة مرتبطة بحدود الله ، من تكفير يمين ، وإطعام مساكين ، وصوم وهي وكما وردت بالقرآن في سورة المجادلة : ” فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ، ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله ، وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم
” إطعام ستين مسكينا” أو صيام شهرين أي ستين يوما .. يوم وراء يوم .. وهي كفارة الطلاق .. .
كذلك نجد هذا الرقم يتكرر في التراث خاصة الجانب الشعري في الغناوي والشتاوي .. كما لو أن هذا الرقم يشكل حزمة كبيرة من الأرقام ثم أنه مستساغ وله موسيقا متميزة في الوزن والقافية : فيقول الغناي : ستين راي جاب العقل .. فتوى أتجيب لولاف ما ألقي .. ولعل هذه الغناوة تنطبق تماماً على وضع البلاد في الوقت الحالي ..
هذا ويرد الرقم ستين بشكل لافت للنظر في غناوي العلم والشتاوي أيضا وهذه نماذج من الغناوي :
بيني وبين عزيز ……ستين ألف حيطه منمرة ..
ستين ألف خيمة ياس ….بنوهن عزالة للجضر ..
ستين ألف وادي نار …شقيتهن علي شانك عند …
ستين ألف صوب وياس ….عتب عزيز ع العين يا علم ..
ستين ألف جوز طبيب ….الجرح عانوه كادهم …
ستين ياس بوهن ياس ….إن غاب ياس ما راي دبرن ..
ستين عام عاش العقل ….حزين مازها يوم بالغلا …
وللقارئ الكريم محاولة تطبيق هذه الغناوي على واقعنا المرير
لكننا نلوذ بهذه الغناوة التي تشيع الأمل .. والتي تقول : غلاك ما تخاف عليه .. ستين تامجة حايطات به ..