عودة كنوز تمبكتو المخطوطة إلى موطنها بعد 13 عامًا من التهريب

عودة كنوز تمبكتو المخطوطة إلى موطنها بعد 13 عامًا من التهريب

تقرير/ سلمى مسعود.

خاص / فسانيا..

في حدث تاريخي مرتقب، تستعيد مدينة تمبكتو – المعروفة بـ”جوهرة الصحراء” – جزءًا من إرثها العلمي والثقافي الثمين، حيث أعلنت السلطات المالية عن عودة المخطوطات التاريخية التي هُرّبت إلى العاصمة باماكو عام 2012، إلى موطنها الأصلي يوم 4 أغسطس 2025، بعد غياب دام 13 عامًا.

تأتي هذه الخطوة بعد جهود مشتركة بين الحكومة المالية، ومنظمة “سافاما” المختصة بحماية المخطوطات، وعدد من الشركاء الدوليين، وذلك في إطار مراسم رسمية ستُقام في المدينة بحضور كبار المسؤولين وممثلي الهيئات الدينية والعلمية والمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة اليونسكو.

تهريب أنقذ الذاكرة من الدمار

خلال سيطرة الجماعات المسلحة على شمال مالي عام 2012، تعرضت تمبكتو – المدرجة على قائمة التراث العالمي – لتخريب واسع النطاق، ما دفع الباحث والمكتبي عبد القادر حيدرا، بدعم من الأهالي والمهتمين بالتراث، إلى تنظيم عملية تهريب سرية معقدة استمرت عدة أشهر.

ونُقلت خلالها نحو 390 ألف مخطوطة من تمبكتو إلى باماكو عبر طرق بدائية وحديثة، شملت الدواب والسيارات والزوارق، بهدف إنقاذها من خطر الحرق والنهب.

إرث حضاري عالمي.

المخطوطات التي ستعود إلى تمبكتو تتنوع موضوعاتها بين الفقه والعقيدة والطب والفلك والتاريخ والجغرافيا والأدب واللغة. وهي مكتوبة أساسًا بالعربية إلى جانب لغات محلية مثل الصونغاي والتماشق.

وتشير أبحاث حديثة إلى أن بعض هذه النصوص تتناول قضايا الحوكمة المجتمعية والعدالة، بل وتوثق تجارب ديمقراطية محلية سبقت العصر الحديث.

الرقمنة والحفظ.

بالتوازي مع الإعادة المادية للمخطوطات، تتواصل جهود الرقمنة لحماية هذا التراث، من خلال مشروعات أبرزها “Mali Magic” التابع لمنصة Google Arts & Culture، والذي أتاح نسخًا رقمية لعشرات الآلاف من الصفحات ومحتوى تفاعليًا للتعريف بتاريخ تمبكتو.

تمبكتو… منارة للعلم.

لعدة قرون، كانت مكتبات تمبكتو العائلية ومؤسساتها التعليمية، وعلى رأسها جامعة سنكوري الشهيرة، مركزًا لنشر العلوم الشرعية واللغوية والطبية والفلكية في غرب أفريقيا، ووجهة للعلماء وطلاب العلم من أنحاء العالم الإسلامي، ما منح المدينة لقب “جوهرة الصحراء“.

آمال متجددة.

ترى الأوساط الثقافية أن إعادة المخطوطات إلى تمبكتو تمثل خطوة رمزية لإحياء الدور العلمي والتاريخي للمدينة، وتعزيز مكانتها كمركز إشعاع حضاري وثقافي عالمي.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :