محمود السوكني
تجرأ أشهر موظفي العالم وقال بعض الحقيقة فطُلِب بالإستقالة الفورية من منصبه ، فما كان من السيد “انطونيو غوتريش” أمين عام الأمم المتحدة إلا أن يعقد مؤتمراً صحفياً ليصحح ما قاله في حق دولة الإحتلال الصهيوني حتى لا تضيع الوظيفة !! ورأينا كيف يتلعثم رئيس أقوى دولة وهو يبرر ما تفعله العصابات الصهيونية غير عابئاً بتعليقات الصحافة وردود فعل ناخبيه الذين يجندون أنفسهم للحملة الإنتخابية العام القادم . يتوالى رؤساء العالم في الوصول إلى مطار بن غوريون للإعراب عن مساندتهم ووقوفهم إلى جانب الكيان الصهيوني في حربه الوحشية التي تستهدف أرواح بشرية لا ذنب لها سوى أنها تتشبت بأرضها وتؤمن بحقها في الحياة . في هذا الخضم تتجاوز أرقام الضحايا السبعة ألاف ضحية والمجزرة لا تتوقف والعالم يكتفي بالتنديد والشجب والمسيرات الغاضبة التي رغم صدق أصحابها لا توقف هذا النزيف الدموي ، حتى مجلس الأمن يقف عاجزاً عن إصدار قرار في الخصوص ، فيما تمكنت المجموعة العربية من إستصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى هدنة فورية ودائمة في غزة ، فهل يلتزم العدو بذلك ؟ لا أظن !
أين نحن من كل هذا ؟!
أين قادتنا الأفذاذ ؟
أين زعمائنا الأبطال ؟
أين تاريخنا ؟ أين شرفنا ؟ أين ماضينا التليد ؟ أين حقنا في الحياة ؟ كل هذه الأسئلة تدور في رؤوس أبناء هذه الأمة وهم تنتهك آدميتهم وتقطّع أوصالهم ويشرّد المحظوظين منهم من ديارهم و (العالم الحر) يقف بالكامل مع المحتل دون أن يرف لساسته جفن رغم كل صيحات الإستنكار التي تطلقها حناجر المتظاهرين في كل أنحاء العالم وهم يتابعون بحسرة وألم فظائع العدو الصهيوني وجرائمه التي يرتكبها بمباركة أمريكا وأتباعها في غزة المنكوبة ، وحكامنا لا يحركون ساكناً لأنهم ببساطة لا يملكون سوى الإعراب عن الأسف وكفى .
هل هناك حل ؟ نعم ، غير أن ذلك يحتاج إلى إرادة فولاذية صلبة لا تُخلق من عدم ولكنها تولد مع الإنتماء الخالص لهذه الأمة وصدق الإيمان بالله وحده ولا أحد سواه .
لقد استطاع الشعب الإيراني أن يُسقط أعتى أمبراطورية بالعزيمة والإيمان وإرادة الحياة دون أن يشهر حتى شفرات الحلاقة! فهل نتعظ ؟