- محمود أبو زنداح
من سبيل الصدف أنها غات المكون الليبي الأصيل المرتسم على جدار الواقع الجغرافي الرابط بين مثلث المغرب العربي والعمق الإسلامي الأفريقي ، إنها العقد الفريد لإحدى مدن الجنوب المتلألئة مثل الطوق الذي يشعرك بروعة المكان ، من مدينة إلى أخرى تجد العراقة والتاريخ المرصود بسحر المكان وشهادة الجغرافيا ….إنها غات على أوزان الأخوة ( يغاث …. إغاثة … مغيث…. إلخ)) كما من الحظ السيء أن يباغث الإخوة بعضهم البعض ويتقاتلون فيما بينهم بأشد أنواع الصواريخ وقنابل الطائرات ، فإن السيل الجارف قد أرسلنا إلى فيضان الحقيقة وأغرقنا في سيئات أعمالنا في يوم العيد والتسامح فلم يكن هناك معنى للتسامح ولاحتى تَسَامٍ لعيد قد جاء خبر إعلانه من الجنوب …. لم تكن غات هذه البلدة الصغيرة ((تعدادًا)) ذات السكون الهائل بين رسومات الجبال المتنقلة عبر التاريخ تنطق بالأسى ، يكتفي أناسها بالنظر فقد أعيا الجنوب ما أعيا ليبيا وبقت الناس تمنع خروج الآهات من صدورها ، ولكن يمكنك أن تسمع صراخ الجبال قد حبست أنفاسها عن الشياطين قد خلت …. هذا العقد الجميل الذي اسمه الجنوب لايمتلك روعته أي بلد آخر في القارة … يستحق منا أكثر من قيمة صاروخ أو دبابة قصفت هنا وقتلت هناك … غرق الأهالي فطفت جثث الشهداء وطفت معها ذنوبنا فوق الماء.