فاطمة الشنيب : ” مشاركة المرأة  في إرساء السلم الاجتماعي ضرورة لا خيار “

فاطمة الشنيب : ” مشاركة المرأة  في إرساء السلم الاجتماعي ضرورة لا خيار “

 حاورتها :: الزهراء موسى محمد

السيدة “فاطمة الشنيب” إحدى الناشطات الحقوقيات في مجال حقوق المرأة والطفل ،  وهي محامية من مدينة بنغازي  وعضوة  اللجنة الفنية الاستشارية للمصالحة الوطنية في بعثة الأمم المتحدة “، وقد شاركت في التوعية القانونية للنساء ضمن ” القرار 1325 ” بشأن المرأة والسلام والمصالحة الوطنية  ، حيث كان لها حضور في عديد ورشات العمل الخاصة بهذا المجال  .

لجنة المصالحة  بدعم الأمم المتحدة : تابعنا أحداث الجنوب لفهم جذور  النزاعات.

عن هذا النشاط الإنساني تقول  السيدة “فاطمة الشنيب” ”  بحكم عملي ضمن أعضاء  اللجنة الفنية الاستشارية  للمصالحة ،  قدمنا استشارات بخصوص المصالحة في المنطقة الجنوبية  ، كما كنا على دراية وتواصل ومتابعة لكل ما يحدث في الجنوب من مشكلات قبلية سواءاً كانت بين ” التبو و الطوارق”  ، أو ” أولاد سليمان و القذاذفة ” ، وكذلك بين ” التبو و أولاد سليمان ” ، وكان عملنا محاولة لفهم جذور تلك النزاعات ، و كيفية إيجاد الحلول ، وإقحام العناصر النسائية في مبادرات الصلح ، لأن  النساء  قد عانين من ويلات الحرب ، وحتما سيكون  لهن دور فعال  في حل النزاعات القبلية ، فبدون  وجود النساء لن تتم المصالحة.

اللجنة الاستشارية  للمصالحة هي لجنة ليبية بحثة

أوضحت  السيدة “فاطمة الشنيب أن :  “للجنة الاستشارية هي لجنة ليبية بحثة ، وجميع أعضائها من الليبيين ، حيث يصل عدد أعضاء اللجنة  21 عضوا ، ونحن الآن في طور زيادة هذا العدد ،  لتوسيع رقعة العمل ، فنحن حالياً نعمل محليا في حدود مناطقنا ، ولكننا مستقبلاً نسعى للعمل على صعيد الدولة الليبية بأكملها .

تحتاج اللجنة لتلقي دعم الأمم المتحدة كدعم لوجستي فقط ، أما على أرض الواقع   فالنزاعات في ليبيا لن يحلها إلا الليبيون فيما بينهم ، لأنهم أدرى بمشاكلهم ، وطبيعة نسيجهم الاجتماعي ، حيث تسعى القبائل أن تكون وسائط فعالة في عمليات  الصلح و فض المنازعات و خلق التعايش السلمي في الدولة .

تدخل المشائخ و الأعيان مفتاح المصالحة

وعن مراحل المصالحة في مدن النزاعات أفادت السيدة “فاطمة الشنيب  ” ، نحن نعاني عديد  النزاعات في الغرب و في الجنوب أيضاً ، قد تتطلب طبيعة النزاع  أن تبدأ  خطوات المصالحة   عبر تدخل ” المشائخ ” الذين ساهموا في نجاح عديد المصالحات ، ولقد كان هذا واضحا في حل “النزاعات بين الزنتان والمشاشية و التبو  والطوارق و أولاد سليمان و القذاذفة  ” لأن هذه المصالحات تمت بدون وجود دولة ، عن طريق أشخاص خيرين  أو عن طريق المشائخ والأعيان الراغبين في الصلح ،وقد تم ذلك عبر عقد اتفاقيات و إجرء الهدنات ، وإن كان الالتزام بها في أغلب الأحيان مؤقتا ، إلا أننا نقدر هذه الجهود الجبارة التي تعتبر خطوة نحو مصالحة وطنية على نطاق الدولة .

الجناة يشعلون فتيل النزاع لكنهم لايمثلون قبائلهم

وعن أسباب النزاعات في الجنوب حصرت السيدة “فاطمة الشنيب” أسبابها في عدة نقاط ، أولها النزاع  بين أنصار النظام السابق ، وأنصار ثورة فبراير ، وكذلك مشاكل أخرى بين القبائل  قد تشمل صراعات على مصادر النفط و التهريب و الهجرة ، حيث أن كل فرقة من هذه الفرق تسعى لفرض سيطرتها في الجنوب الذي يعتبر شبه معدوم الأمن ، و أنا هنا لا أخصص حديثي عن هذه القبائل بعينها  بل عن أشخاص ينتمون لهذه القبائل هم المعنيون بظهور المشاكل ، وهم الذين يسعون لتحقيق مآرب و أطماع  شخصية من وراء هذه الحروب .

كما أوضحت  السيدة “فاطمة الشنيب” بأن النزاعات في المنطقة الشرقية لم تكن قبلية ، والدليل اتحاد القبائل لمحاربة “داعش”، فغالبية هذه القبائل تسعى لتحقيق هدف واحد وهو القضاء على داعش الذي كان يشكل   أكبر خطر يواجه المنطقة الشرقية .

الرجل يستبعد حضور المرأة في جلسات الصلح

وعن دور المرأة في الصلح أوضحت  السيدة “فاطمة الشنيب” أن المرأة حاولت  المشاركة في المصالحة  بعد النزاعات ولكنها واجهت الاستبعاد من قبل الرجل ، حيث يرجع  هذا للموروث الاجتماعي الذي  لم يعتد وجود المرأة في جلسات المصالحات أو المفاوضات .

ورغم ذلك  ظلت هناك جهود فردية للمرأة اتجاه الصلح ، حيث استطاعت بعض نساء الجنوب  إخماد نار الفتنة  بين عديد القبائل ، وهذه الأسماء معروفة لدى الجنوب  و معروفة لنا جميعا  ، و أتمنى أن تحذو المرأة حذو تلك النسوة، اللاتي كان لهن حضور كبير في إحداث السلم والصلح الاجتماعي .

و إجابة عن تساؤلنا حول السبب الذي يمنع  حلول السلام في الجنوب بالرغم من الكم الهائل من مبادرات الصلح  التي أطلقت بالمنطقة ..

عللت  السيدة “فاطمة الشنيب” أن ذلك يعود لعدم وجود الاستقرار وغياب الأمن ، و غياب السجون ،وعدم تفعيل المؤسسة القضائية بالكامل ، وأخطر الأسباب هو انتشار السلاح .

ومن المعروف بأن جل  القبائل عقدت عديد  المعاهدات و الاتفاقيات و أبرمت مفاوضات أثناء النزاعات في مدينة سبها ، سواء معاهدات “فتح الطريق” أو “تسليم المساجين” ، والخروقات الفردية هي التي تشعل نار الفتنة كل مرة و تبطل الهدنة بين القبائل المتنازعة .

النساء المشاركات بجلسات الصلح يحتجن للتدريب و الدعم الدولي

و أدلت السيدة “فاطمة الشنيب بتقييمها لتفاعل النساء المشاركات في اللقاء قائلة ” عبر حضوري و تسييري لجلسات النقاش طوال اليومين السابقين في اللقاءات الخاصة بالمصالحة النسائية ، لاحظت جهود النساء خلال الجلسات وسعيهن للنجاح في فض المنازعات . و لكن ما تحتاج إليه أولاء النسوة هو التدريب على المهارات اللازمة لدخول الوساطة و مهارات الحوار .

فهناك عبء كبير يقع على عاتقهن لإنجاح المصالحات المحلية ، والتي ستصبح فيما بعد  مصالحة وطنية شاملة على مستوى دولة ليبيا .

و أخيراً نوهت السيدة “فاطمة الشنيب” فيما يخص ملف الصلح والسلم أتمنى أن يتم تفعيل  دور النساء  و إشراكهن بجدية ، كما أتمنى لفت نظر المنظمات الدولية  بخصوص تدريب النساء على كيفية فض النزاعات و إدارة الحوار و الوساطة لإخماد كثير  الفتن في الجنوب خاصة  و على مستوى ليبيا بالكامل .

وفي نهاية حديثي معكم ، أشكر استضافتكم ،  و إني سعيدة جدا بهذا اللقاء .”

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :