محمود ابوزنداحasd841984@gmail.com
حياة الليبيين مقارنة بحياة غيرهم في الدول العالم الآخر تعتبر الأفضل وهي الاجمل بعيدا عن قوانين الحكومة التي اغتصبت حق الحلم والتصرف والواقع، اندفاع الليبيين نحو البناء والتدافع في الأسواق والمحلات والتجارة هي حركة طبيعية لكل إنسان حي ، جاءت الحكومة تضع أقدامها لتصرف وتسرق وتتفرج فقط دون أن تفتح مخططات او مشاريع جديدة ، لم تشارك شي للشباب هي تلاحق طموحات شعب وتأتي لتفعل القليل بعد أن تتلقى ضربات مهينة ومخجلة، يفيض الكيل او تخرج مظاهرات لواقع مرير.
في ظل هذا الغثيان يأتي شخص ينطح بإن الله ثالث ثلاثة في معجم الجنون يصنف من اعلى الأخطار أنه فاق قول الشيطان. وتعدى قوله مراحل مراهقة الفتيان.
البداية 2001
في أشد أوقات ليبيا وضيق الحاجة وخنق الحصار، كنت أعيش في وسط المدينة ( زليتن) ذاك العام وكانت جميع مركز الدولة من أمن ومرافق قريبة من محل سكناي، في ذاك الزمن الاغبر أمنيا والمونس اجتماعيا خرج علينا الكثير من المعتوهين، هناك من قال عنهم ( مرابطيه أو رجال الله الصالحين ) وهناك عدد كثير من أقر أنهم رجال أمن ومخابرات. في ذاك الزمن العجيب، كنت صغيرا لا اعرف الكثير عن نظام الحكم كانت ليبيا تتشكل أمامي أمنيا واجتماعيا، عرفت بعدها ان ما يحدث كان تحديا جديدا وغريبا للجماهيرية، أصبحت مدينتي تنخفض إلى أقل المدن تطورا واعتقد ان اغلب ليبيا كانت تتراجع نحو البؤس والفقر الى ان تلامست ببعض الدول الإفريقية، إذ نظرت إليها تتأكد انك في دوله من العالم ما بعد الثالث.
ترى اعين شاخصة تمشي بها جثث في الشارع تنظر هنا وهناك ممتلئة بالكلام ولكن يسودها الصمت المتلبس بالخوف الشديد. في لحظة خرج (فتحي فتحية) انسان مجهول أطلق عليه الاسم من العامة ، يرتدي ملابس أشبه بالنساء ويتكلم مثلهم ويرتدي كعب عالي، مشهد غريب عجيب لم تعرف المدينة شيء كهذا من قبل ، أصبح حديث المدينة، في زمن كانت النساء تخرج بلباس كامل. ليخرج فتحي فتحية يرتدي اشهر ملابس الموضة عالميا ويتسوق في المدينة يومياً، والغريب ان سفلة القوم يضايقونه في الشوراع، ويوما عن يوم اختلط السحر بين معتوهين وسكارى ومتخلفين الى الختام ب فتحي فتحية.
فكانت الرصاصة التي أسكتت الجميع، ذات صباح باكر وجد فتحي فتحية جثة هامدة بوسط المدينة دون معرفة الجاني لم يأتي إليه أحد، في اليوم التالي اختفت الجثة واختفى خبره الى يومنا هذا ولم يعرف أصل فتحي فتحية .
بقيت المدينة فترة بسيطة هادئة ما بعد 2002، ولكن خرجت اخبار ان شخص من عائلة)……) بانه زنديق…..لم نكن نعرف معنى زنديق، الرعب اصبح معنا يتجول اينما نذهب عرفناه من اوجه الاخرين الكل خايف، هناك من يهمس واخر يردد أنه إنسان على باب الله وهناك من قال انه تنظيم خرج عن سيطرة اللجان الثورية!؟
في وسط هذه الاحجية او الخرافة، خرج الخبر اليقين ان 2 من الشرطة قتلوا، وهناك رماية على مراكز أمن، اصبح الخبر حقيقة يوم بعد يوم ، في وسط هذا الخوف أصبحت المدينة تشكك في قدرة رجال الأمن، الى أن جاء اليوم الذي كنت العب فيه كورة القدم مع أبناء الحي بالملعب الذي خلف المساكن الشعبية وقف رجل بلحية ينظر الينا جيدا في يده ( قنبلة يدوية) لمدة دقيقة ينظر الينا ونحن نظر إليه دون كلمة تم ذهب مسرعا خلف الرمال، لم تمر دقيقة اخرى حتى وصلت سيارات الأمن والقوات الاخرى .
ومنذ ذاك اليوم اختفى كل شئ. ولا نعلم شيئاً
كانت الأجهزة الامنية تتشكل كخلية وتعالج الامور بعيدا عن الاعلام، واكاد اجزم ان سكان المدنية من الأطراف البعيدة لا تعلم شيء عما كتبت فما بالك بالمدن الاخرى، العمل اللوجستي والمخابراتي يكون ناجعا وناجحا لحماية الوطن والمواطن هو الذي يكون بعيدا عن شغل أدوات غير أمنية مهنية، هناك امور لا تعلن حتى تجعل متنفس لدولة العدو تدخل إليك من باب حقوق الأديان قبل تفتح عليك باب آخر باسم حقوق الانسان وتسلم بأن فتحي فتحية هو المسؤول المراد تنصيبه ..