- مالك المانع
شهدت فلسطين، على مدار عقود طويلة، محطات مهمة صنعت تاريخها ونضالها ضد الاحتلال .. في هذا السياق، لعبت حركتا [فتح وحماس] دوراً مركزياً في المقاومة الفلسطينية ، ورغم اختلاف توجهاتهما الفكرية والسياسية ، فقد قدمتا العديد من الشخصيات والأحداث التي تركت بصمة لا تُمحى في الذاكرة الفلسطينية.
_ ميلاد فتح
بداية عهد ياسر عرفات والمقاومة المسلحة
تأسست حركة [فتح] في عام 1959 بقيادة ياسر عرفات ورفاقه، وكانت تهدف لتحرير فلسطين وإقامة دولة مستقلة. اتبعت الحركة نهج الكفاح المسلح، وأطلقت أولى عملياتها العسكرية في عام 1965 عندما لعب ياسر عرفات ، المعروف بـ أبو عمار ، دوراً أساسياً و محورياً في قيادة الحركة وإبراز القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، ليصبح الرجل رمزاً للثورة و القضية الفلسطينية برمتها ، وكان له الفضل في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية. وقد تمكنت المنظمة، بفضل جهوده، من الحصول على اعتراف دولي واسع، مما منح القضية الفلسطينية ثقلاً سياسياً على المستوى العالمي.
_ شخصيات بارزة في فتح
[أبو جهاد وصلاح خلف]
إلى جانب عرفات، ظهر في حركة فتح قادة بارزون مثل خليل الوزير [أبو جهاد]، الذي كان يعتبر العقل المدبر للعديد من العمليات العسكرية التي استهدفت الاحتلال الإسرائيلي .. قُتل أبو جهاد على يد القوات الإسرائيلية عام 1988 في تونس، تاركاً ورائه إرثاً لا ينسى من العمليات التي ألهبت الروح النضالية .. كما كان لصلاح خلف [أبو إياد]، قائد جهاز الأمن في منظمة التحرير، دوراً كبيراً في التنظيمات السرية الفلسطينية وحماية الثورة، وقد اغتيل هو الآخر في ظروف غامضة في تونس عام 1991.
_ انطلاقة حماس
أحمد ياسين نهج المقاومة الشعبية
في عام 1987، تأسست حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة على يد الشيخ [أحمد ياسين]، وذلك بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى .. قامت حماس على مبادئ ما يعرف بالإسلام السياسي، واستندت إلى العمل المقاوم ضد الاحتلال مع عدم الاعتراف بدولة إسرائيل. قاد خلالها الشيخ أحمد ياسين، وهو شخصية كاريزمية ذات تأثير واسع، حماس لفترة طويلة، حتى تاريخ اغتاله على يد الجيش الإسرائيلي عام 2004، مخلفاً وراءه إرثاً من النضال المسلح والمواقف الصلبة ضد الاحتلال.
رموز من حماس
[ عبد العزيز الرنتيسي و محمد الضيف]
بعد حادثة استهداف الشيخ ياسين ، واصل القيادي البارز بحماس عبد العزيز الرنتيسي قيادة الحركة في غزة لفترة قصيرة قبل أن يتم اغتاله هو الآخر على يد الجيش الإسرائيلي .. تميز الرنتيسي بجرأته وتصريحاته الصريحة التي تدعو للمقاومة، وترك بصمة قوية في نفوس الفلسطينيين حتى بعد مماته .. ومن أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً خفياً وبارزاً في حماس هو [محمد الضيف]، قائد كتائب القسام، الذي يُعتبر العقل المدبر للعديد من العمليات النوعية ضد الجيش الإسرائيلي. بفضل سياسة التخفي والذكاء الحربي الذي انتهجه و لا يزال الضيف شخصية مؤثرة ومطلوبة بشدة من قبل إسرائيل ..
_ أحداث مفصلية في تاريخ فتح وحماس
شهدت الساحة الفلسطينية أحداثاً مفصلية جمعت وأحياناً فرّقت فتح وحماس. من أبرزها الانتفاضة الأولى [1987-1993]، التي كانت انطلاقة حماس وزادت من شعبية فتح، والانتفاضة الثانية [2000-2005]، التي اتسمت بتكثيف العمليات العسكرية من كلا الطرفين. كذلك، يُعد الانقسام الفلسطيني في عام 2007 بعد سيطرة حماس على قطاع غزة من أبرز الأحداث التي قسمت الصف الوطني، وأثرت على وحدة الهدف الفلسطيني.
_الوحدة والمصالحة
و أمل العودة بالنسبة للفلسطينيين
رغم التباين بين التوجهات السياسية لفتح وحماس، فإن غالبية الشعب الفلسطيني تدرك أن الوحدة هي السبيل لتحقيق أهداف التحرير .. شهدت السنوات الأخيرة محاولات جادة للمصالحة وإنهاء الانقسام، إذ يطمح الفلسطينيون إلى رؤية قيادة موحدة تعبر عن طموحاتهم وتدافع عن حقوقهم. وبرغم الصعوبات، تبقى محاولات المصالحة بادرة أمل يتطلع إليها الشعب الفلسطيني لتحقيق الاستقلال والسلام ..
الخلاصة
بإسهامات فتح وحماس وتضحيات قادتهما، يتواصل النضال الفلسطيني كحكاية كرامة ومقاومة لشعب يسعى للتحرر .. تركت شخصيات كعرفات وياسين وأبو جهاد والرنتيسي أثرًا لا يُنسى في ذاكرة الشعب ، وجعلت من القضية الفلسطينية قضية عادلة تستحق الدعم والتضامن الدولي ..