إستطلاع : بية فتحي : سلمى عمر
تدخل صحيفة فسانيا عامها الرابع عشر، كواحدة من أبرز المنابر الإعلامية في ليبيا، وقد عملت في ظل ظروف أمنية متزعزعة في المنطقة ، خلال هذه السنوات، واجهت فسانيا مصاعب جمة، حيث تعرضت لضغوطات من جهات رسمية وغير رسمية، وفقدت العديد من صحفيّيها، بعضهم تعرض للتعذيب والقتل، بينما واجه آخرون تهديدات مستمرة.
ورغم الظروف القاسية، بما في ذلك توقيفها ومنعها من النشر عدة مرات، تواصل فسانيا مسيرتها بإصرار وثبات، مصممة على إيصال صوت المستضعفين وتغطية القضايا المهمة في المجتمع.
لم تكن فسانيا يومًا منحازة لأي جهة، بل حافظت على حيادتها، حيث تناولت أخبار ومشاكل جميع المدن والحكومات ، سعت إلى توحيد الصحفيين من مختلف الأطياف القبلية والمكانية تحت سقف واحد لإنجاز العمل الأسبوعي ، بما في ذلك تلك القبائل المتناحرة في ذلك الوقت بمدينة سبها.
في إطار سعيها لفهم آراء جمهورها وتطلعاتهم، أعدت فسانيا استطلاع رأي يهدف إلى معرفة كيف عرف المشاركون أو المتابعون الصحيفة، وما الذي وجدوه فيها من محتوى، وما الذي يتمنون رؤيته فيها بعد كل هذه السنوات.
شاركنا الكاتب الصحفي سالم البرغوتي برأيه، معبرًا عن تقديره واحترامه لكافة العاملين في صحيفة فسانيا، من كتّاب وفنيين ومخرجين، على صمودهم الأسطوري وعملهم الدؤوب خلال أعوام من النجاح والتألق.
فقد أكد البرغوتي أن هذا الإنجاز ليس سهلاً، خاصة في ظل الأحداث والمواقف والظروف القاسية التي واجهتها الصحيفة منذ نشأتها.
وأشار البرغوتي إلى أن فسانيا، بقيادة الحكيمة سليمة بن نزهة، استطاعت أن تصل إلى كافة ربوع ليبيا وتحتضن العديد من الأسماء اللامعة في مجال الصحافة، رغم ظروف التهميش والإقصاء. وقد عملت الصحيفة في أجواء أمنية معقدة، ولولا إرادة العاملين فيها وشغفهم وإيمانهم بالمهنة، لما تمكنت من الصمود حتى الآن.
كما أكد البرغوتي على ضرورة دعم الهيئة لفسانيا كي تستمر في نشاطها ونجاحها وإبداعها، مشددًا على أن استمرار الصحيفة هو استمرار للحياة الثقافية في ليبيا. ودعا كافة الجهات والفاعليات في طرابلس وسبها وبنغازي إلى دعم الصحيفة بكل الإمكانيات المتاحة، وتوفير الحقوق المادية للصحفيين والعاملين بها، مما سيعزز من عطائهم وإبداعهم.
وأكد وكيل وزارة الثقافة سابقاً، المسرحي محمود مجبر، أن صحيفة فسانيا تمثل صوتًا إعلاميًا جنوبيًا بارزًا ، وأشار إلى أن جهود الإعلاميين والصحفيين المشاركين في هذا المنبر الإعلامي كانت ولا تزال تساهم بشكل كبير في نقل الأحداث والأخبار من جنوب ليبيا الحبيب إلى الجميع.
وتابع مجبر أن فسانيا استطاعت بجدارة أن تتغلب على الخوف والخجل، مما ساهم في تعزيز الهوية الوطنية وكسر رتابة الإقصاء.
ورأى أن الأقلام التي تكتب في فسانيا تتمتع بمكانة خاصة، وتعتبر من القوى الوطنية التي تسهم في رسم ملامح وطن جديد.
وقال ” إن لكل مركب ريس” ، وقد أثبتت إدارتها الحكيمة قدرتها على قبول التحدي والانطلاق بهذه الصحيفة نحو القمة رغم كل الظروف التي مرت بها.
معبرًا عن أمله في أن تستمر في تحقيق النجاحات والمزيد من التقدم.
أجاب الشاعر أحمد ناصر قرين عن كيفية معرفته بفسانيا، “فسانيا هي عرفتني، وعرفتني أكثر على العالم. لم أشارك في تأسيسها، وقد فاتني هذا الشرف، لكنني أعد نفسي من مؤسسيها. وأكبتها أولاً بأول، شاهدت عثراتها والمعيقات التي واجهتها، وسررت بإنجازاتها وأعيادها.
وأضاف: وجدت الطمأنينة أولاً، والحفاوة، والاحتفاء بكل جديد يضيف إلى تراكمنا الإعلامي زخماً جيداً من الأجيال التي تسعى لتخطي الآفاق نحو الأرحب. هي نافذة مشرعة دائماً للهواء الأكثر نقاء. أتمنى أن أراها بهية، تشع نضارة، تقتحم المجاهل وتفض الفضاءات.”
كما أكد على أهمية فسانيا في تنظيم المحافل والمناسبات، قائلاً: “تقيم محافلها بكل بهجة، وتنظم مسابقاتها بما عهدناه فيها من أريحية وإيثار، وتستبق بمبادراتها ظروف الواقع.”
وصف مراسل قناة الحدث الإعلامي أسامة الوافي صحيفة فسانيا بأنها “رائعة” تقدم محتوى غنيًا ومتنوعًا للقراءً، وقد جذبت انتباهه بتقاريرها الهادفة والمعلومات المفيدة التي تقدمها، معبرًا عن إعجابه بأسلوب الكتابة وتنوع المواضيع.
وأضاف: “بعد أكثر من عقد من النجاحات والتحديات، يمكن أن تكون رؤية المستقبل لفسانيا مزيدًا من التطوير والابتكار ، حيث رأى لديهم فرصة لتوسيع جمهورهم واستكشاف مواضيع جديدة تجذب المزيد من القراء.”
وتمنى أن تظل فسانيا، بطاقمها الصحفي، مستمرة في تقديم محتوى ذو جودة عالية، وأن يواصلوا تحفيز وإلهام القراء بمقالاتهم وتقاريرهم المميزة. وختم بقوله: “فسانيا هي بيتنا الصحفي.”
أشادت المستشارة القانونية فاطمة درباش بصحيفة فسانيا، معتبرةً أنها تقدم أخبارًا ومتابعات شاملة وتغطيات لعديد من قضايا الوطن والمواطن. وأكدت أن هذه التغطيات جعلتها تتابع الصحيفة لاستقراء الأخبار، مما خلق صلة وثيقة بينها وبين فسانيا، التي اعتبرتها الصحيفة غير الموجهة كما عهدتها.
وأضافت: “عرفت فسانيا منذ سنوات، وكانت الحكيمة رئيس تحريرها فردًا من عائلة الحق والمشاركة.”
وتمنت أن تستمر فسانيا في تقديم محتواها بشكل مستمر بلا انقطاع، وأن تتوسع لتكون إقليمية وليس فقط محلية.
أشار الإعلامي رمضان كرنفودة، مراسل راديو وتلفزيون الوسط، إلى أن صحيفة فسانيا “خرجت من رحم معاناة فزان”، مما جعلها تلعب دورًا بارزًا في إبراز مناشط فزان بشكل خاص وليبيا بشكل عام. وأكد أن فسانيا قدمت فرصة للأدباء والكتّاب للتعبير عن أنفسهم، حيث أتيحت لهم الفرصة لكتابة قصصهم ومشاركتها مع الجمهور، مما يعزز التنوع الثقافي والإبداع في المجتمع.
يؤكد الصحفي عثمان البوسيفي في الغالب اجد صعوبة في توصيف الاشياء القريبة من قلبي في كلمات قليلة وأنني بذلك لا اعطيها حقها وهذا يحاصرني أكثر .
فسانيا لم يكن مكان انتميت له حين وجدته أمامي بل هو بيت من بيوت زرتها وكانت جزء من مسيرة حياتي المهنية المتواضعة جدا وكانت الجدار الأجمل الذي أرى أحرفي.
في كل أسبوع تستند عليه وتصل إلى قاريء فقدنا وفقدناه طيلة سنوات من القحط مرت ولا زالت تمر بنا .
فسانيا مدرسة ظلت واقفة في وجه العواصف الهوجاء في بلد مسكون بالتدمير لا التعمير وعليها أن تكون قوية بمجموعة صغيرة تعمل من مدينة سبها قلب الرمال البهية وموطن قبر ابي الحبيب .
فسانيا كانت محطة جميلة أمن أفرادها بقيمة الصحافة في زمن لا يعترف إلا بالمال عند كثيرين كانوا يرون أن إصدار صحيفة في مجتمع غير قارئ مدعاة لضياع الوقت في ظل مسؤول سارق وكل همه مصالحه الشخصية بينما كان هم تلك المجموعة الصغيرة هو إصدار مطبوعة في وقت ما كانت الوحيدة التي تصدر حينما فشلت الهيئة في إحياء صحفها المتعثرة .
فسانيا حين لم تجد من يطبعها في عاصمتنا الحبيبة طرابلس وجدت دفء الشرق الحبيب عند السيد الفاضل طارق البشاري الذي التقيته مرة واحدة كانت كافية للامتنان بروعة هذا الرجل .
فسانيا اكبر من كلماتي ومن خطواتي ومهما ظللت اكتب عنها لن اعطيها حقها .
في الختام التحية تتجدد في كل صباح ومساء لكوكبة صغيرة ومميزة ومتفانية بقيادة سليمة بن نزهة قامت بالكثير من الجهد من أجل ألا تتوقف فسانيا رغم صعوبة الطريق ..
أعربت أستاذة القانون الدولي بجامعة طرابلس، سعاد سالم أبو سعد، عن تقديرها لصحيفة فسانيا، مشيرة إلى أنها عرفت الصحيفة من الصفحة الشخصية لرئيس تحريرها، الأستاذة سليمة بن نزهة، التي تواصل تزويد المتابعين بكل جديد.
وأكدت أنها وجدت في فسانيا تنوعًا في أقسامها، بما في ذلك الثقافية والقانونية وغيرها، مما يجعلها مصدرًا غنيًا للقراء والمهتمين بالجانب الوطني أولًا والجانب الدولي عمومًا ، وختمت أبو سعد بتحية لفسانيا ولكل كادرها الإعلامي على جهودهم المستمرة.
أعرب السفير والدبلوماسي السابق محمد العكروت عن إعجابه الكبير بالصحيفة ، حيث قال إنه عرفها من خلال أصدقائه الذين أشادوا بها ، بعد أن قرر زيارة موقعها الإلكتروني ، اكتشف أفكارًا رائعة وحسًا وطنيًا صادقًا.
وأشار العكروت إلى أن فسانيا تمثل صوت الجنوب بلا منازع، حيث تتجنب التعصب والدعوات الجاهلية، وتعبر عن أحاسيس ومشاعر البسطاء، وتنقل أحوالهم بصدق وحيادية تامة.
أما المصورة امباركة إسماعيل ، عرفت صحيفة فسانيا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حيث كنت أتابع تغطياتها للأحداث المحلية. كما كنت أسمع عنها من أصدقائي الذين يعبرون عن إعجابهم بالمحتوى الذي تقدمه.
وجدت في فسانيا مزيجًا من الأخبار العاجلة والتحليلات العميقة التي تعكس الواقع المحلي ، كما أن أسلوب الكتابة فيها يجمع بين الاحترافية والوضوح، مما يسهل فهم المواضيع المعقدة ، بالإضافة إلى ذلك، تميزت بتغطية القضايا الاجتماعية والثقافية التي تعني الناس بشكل مباشر.
أتمنى أن تستمر فسانيا في تنويع المحتوى الذي تقدمه، ربما من خلال إضافة المزيد من التقارير الاستقصائية والقصص الإنسانية. كما أود أن أراها تتبنى المزيد من التقنيات الرقمية مثل البودكاست أو الفيديوهات القصيرة لتوسيع نطاق جمهورها الإلكتروني .
أما هناء بشر تقول ، فسانيا دائمًا تُذكر كمنصة تقدم تغطيات شاملة للأحداث المحلية، مما أثار فضولي للانضمام إلى متابعيها.
وتابعت ، وجدتها منصة مهنية تُقدم أخبارًا دقيقة ومحتوى متنوعًا يعكس قضايا المجتمع.
الصحيفة تميزت بتغطيتها العميقة للأحداث السياسية والاجتماعية، وتوفير تحليلات موضوعية تعزز من فهم القضايا المطروحة. كما أنني أُعجبت بجودة الكتابة والتصميم الجذاب للمحتوى.
ومن جانبها أضافت فاطمة آدم ، عرفت صحيفة فسانيا عندما كنت على وشك التخرج من قسم الإعلام في جامعة سبها ، خلال فترة تدريبي في مادة التطبيقات الصحفية، كان للصحفيات في فسانيا دور كبير في توجيهي وتعليمي. لقد استفدت كثيرًا على الصعيد المهني من خلال التجارب العملية والدروس التي تلقيتها.
طيلة هذه السنوات، لم تكن فسانيا مجرد صحيفة، بل منصة تعبر عن صوت المواطن وتسلط الضوء على القضايا ٦الحيوية، مواصلةً دورها كحارسة للحقيقة وراوية للواقع ، ولا تزال تواصل إبداعاتها، ساعيةً نحو تطوير الصحافة الليبية، على الرغم من الإقصاء والتحديات التي تواجهها .
وفي ظل تفانيها نظمت الصحيفة عددًا من التدريبات المجانية في صياغة الأخبار والتصوير الصحفي ، كما أشرفت على تدريب عدد من طلبة قسم الإعلام بجامعة سبها في فنون التحرير الصحفي ، بالإضافة إلى ذلك، أطلقت المسابقة الفكرية “عصارة كتاب” في دورتها الأولى والثانية والثالثة، ونظمت الندوات والجلسات الحوارية وورش العمل، بالإضافة إلى تنظيم معرض الكتاب داخل أروقة الصحيفة.