والصلاة والسلام على نبيّ الهدى، والرحمة والبذل والعطاء، القائل في فضل الصدقة: «من تصدق بعدل- أي بمقدار- تمرة من كسب طيب- ولا يقبلُ الله إلا الطيب- فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يُربى أحدكم فلوه- أي مُهرهَ- حتى تكون مثل الجبل»([1])([2]).أولا: تنمية ثواب الصدقة وزيادة أجرها وادخارها عند الغني الوهاب كما جاء في الحديث السابق «يقبلها بيمينه ثم يُربيها».ثالثًا: الصدقة سبب زيادة الرزق، ونصر الله وعنايته بالمتصدق.خامسًا: تبعد الصدقة صاحبها عن النار، وتَفُكُّ عنه ضيق الدنيا والآخرة «اتقوا النار ولو بشق تمرة».سابعًا: الصدقة تصد الرزايا ، وتمنع الحوادث وتجلب حُسن الخاتمة، وتدفع العواقب السيئة.تاسعًا: الصدقة كشجرة يستظل بها المحسن: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾[آل عمران: 31].عاشرًا: الصدقة تهدم حصون الشياطين: وتحطم قيودها وترد كيدهم، وتصد بغيهم، فالشيطان يوسوس للإنسان- عندما يَهُمّ بالانفاق- إما بالبخل والشح والفاقة، أو بعدم احتياج هذا السائل وهكذا من الغواية.أحد عشر: الصدقة ([4]) تضع البركة في العمر بإذن الله تعالى: وتجلب الصحة وتدعو إلى الوئام وتجلب محبة الناس وتقيم حصونًا منيعة من قلوب الفقراء ليدعوا له بالخير وليصدوا عنه كل باغ، ويحرسوه ويتمنوا خدمته وراحته، وإليك آية عزاء يوم الاحتضار تبلغ النفس أعالي الصدر- التراقي- وتقول ملائكة الموت: أيُكم يرقي بروحه (ويظن) المحتضر (الفراق) وتلتوي ساقُه بساقه، فلا يقدر على تحريكهما، أو شدة فراق الدنيا بشدة خوف الآخرة لماذا؟وختاما .. لذلك كان لزامًا على كل من يعلم ذلك الفضل، أن يسعى لتحصيله، ومن ثم يسعى ليعلمه غيره، فالدال على الخير كفاعله.
- لأنه كان لا يتصدق، ولا يزكي ماله، ولا يؤدي حقوق الله من صلاة وغيرها، ومصداق ذلك قوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ * كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ * فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾[القيامة: 22-32].
- فمن تصدق فقد فكَّ أغلاله، وأزال وساوسه وأنفق الله، فحماه الله من أذى الشياطين، ووقاه شرورهم، قال تعالى، يحكي عن الشيطان ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الأعراف: 16-18].
- وقد جاء في الحديث «كل امرئ في ظل صدقته حتى يُقضي بين الناس».
- ثامنًا: الصدقة درع قوي يلبسه المحسن فيقيه عاديات الدهر وحوادث الزمان.
- سادسًا: الصدقة تزيل الخطايا: وتغسل صحيفة صاحبها من الأدناس وتطهرها من الذنوب كما في الحديث «والصدقة تطفئ الخطيئة».
- رابعًا: يسخر الله للمتصدق ما يفيده من سقي أرض، ومساعدة ووجود مال ومحبة الأصدقاء كما في الحديث الذي رواه مسلم؛ أن رجلا سمع صوتًا في السحاب يقول: اسق حديقة فلان، وذلك لأنه كان يتصدقُ بالثُلث.
- ثانيًا: يضع الله البركة في المال الباقي: ويبعد عنه المصائب ويزيده نماء وربحًا كما جاء في حديث «ما نقصت صدقة من مال».
- فلله الحمدُ كم في الصدقة من أجر عظيم وخير عميم دلنا عليه الحبيب المصطفى r ولقد تحدث العلماءُ بإسهاب عن فوائد الصدقة الدنيوية والأخُروية، كما أخبرنا بها رسولُ الله، عليه الصلاة والسلام فمن تلك الفوائد ما يلي ([3]).
- الحمدُ لله العليّ العليم، الغنيّ العظيم القائل في مُحكم التنزيل: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 92] والقائل سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ﴾[محمد: 38].
مريم سالم