• عمر رمضان

هذه رسالة وردتني من الشاعر الكبير الرقيق (عبدالله منصور) تفوح منها روائح وادي “هراوة” العامر بكل هضابه ومساربه وشعابه وذكرياته وشموخ ناسه وخصالهم المجيدة وطباعهم المليحة وتتدفق فيها سيول “الذكريات” طفولة شاعر وعزيمة شاب وحكمة شيوخ وروعة حرالئر ماجدات

وكنت جهزت “كلاما” طويلا أقدمها به فلما قرأتها مسحت هي بروعتها كل شيء جهزته لتقديمها واكتشفت أن هذه القصيدة “أنسام روح” وأن كل ماجهزته أنا هو مجرد”كلام” و”الكلام” لايسمو سمو “الروح”

فـ إلى طيبة الاسم وطيبة الذكر وطيبة التاريخ وادي “هراوة” العامر

هذه همسات وانفاس وامسام “روح” نبت فيك من ترابك وتعلمت فيك من خصالك وكبرت فيك بشموخك وتربت فيك على تاريخك المجيد

هي تحية حب ونبضة عشق وهمسات شوق من ولدك الرائع “عبد الله منصور” يرسلها منغومة بروحه منظومة بــ حبه وشوقه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( لوكان الزمان يحن يرحل بيا // للوادي اللي نطرب اوقات انجيه

الوادي اللي فالدم يجري فيا // والمربى اللي حليت عيني فيه

ما كان ذكرى عابرة ومنسية // ملحه وماه وحاضره وماضيه

وكبدي رقيقة والدموع سخية // وتجود عيني وين مانطريه

ولو بالتمني ماقطعت الجية // ماحد يستغنى على واديه

غير المسافة واسعة وعصية // والعبد عنده قسم ويناديه

ورجلي ثقيلة وقاصرات يديا // مانيش ناسيكم ولا ناسيه

نبي شبحكم يا اللي عزاز عليا // لوكان نلقى تو متمنيه

عندي حنين وكم ذكرى حية // في كل حبة رمل من سافيه

من قور بن جمعة اليا الحطية / وبوزناد والقارة اللي قبليه

ومن الشايلة للعامرة الغربية // اعداد الحجر والعود ها اللي فيه

والموت والحياة والقبر والذرية // مقادير ونعزيه ونواسيه

في ناس غابوا غاليين عليا // جميع من سكن في حومته نعنيه

وفي خاطري شاهي اوقات عشية // في ركن سدرة خير من بوفيه

ومن برج عاجي فيه كم ثريا // وشارع النور الشانزي ليرزيه

تمنيت نسمة باردة وطرية //وبارق شكع والرعد متقفيه

ياخذ ثمان ايام كان شوية // صبح ومسا والليل يقلب فيه

ويحميه ربي من اخباث النية // ويزيده عمار وخير ويهنيه

من يومه وطاته دافية عشرية // وروح ونفس نرقد ونصحى بيه )

هي رسالة مشاعر شاعر

ودفق روح يستعصي على الشرح والتفسير

فـ هي “روح دافقة” وكل ماسنقوله عنها يظل مجرد “كلام”