في الحُلمِ

في الحُلمِ

بقلم :: عزة رجب

في الحُلمِ يمكنني أن أجعل الأفعال تتحلل من أصفاد زمنيتها ، أُجردها من تبعيتها للماضي ، و أسمحُ لأصابعي الغضَّة أن تُكوِّر عجينها من جديد ، يمكنني أن أُعيد تصفيف الأوراق الصفراء على أغصان شجرةٍ تجرَّدتِ من أنوثتها في خريف عمرها ، أُغدق عليها من يخضور المحبة المُشعة بكستناء الحياة ، فأكسوها ربيع زمنٍ آخر ، يمنح العصافير المهاجرة موسماً لبناء الأعشاش الضاحكة .
2/
من شأنِ الفرص الضائعة أن تهبني أرشيف الذكريات ، المُخبَّأ في رحم الصيف ، حيثُ يمكن لطائر اللقلق أن يلتقط صنَّارة الوجع ، كسمكة ٍ مندهشة ، ويحملها فوق أكتاف غيمةٍ
سخَّرت رغوة جسدها للأسفار فوق المدن الفارهة ، هنالك تُمطر الحلم بإغداقِ ووفرة الماء ، تتسلل إلى يباس الطين المُتشقق من جفوة الغياب ، فيرتوي حتى يبعثَ من عروقه العطشى بذرة تصرخ مزغردة بالحياة .
3/
يُمكنني أن أعيد تدوير دولاب الزمن ، أُغير طريق نيوتن إلى التفاحة ، لأمرَّ أنا ، فأهزُّ الغصن عبر نسيم الرياح الهادئة ، تتمايل التفاحة مع اتجاه الرياح ــ التي غادرت للتو بيت صفيرها ، تسقط متدحرجة صوبي ، تستحيل وردة جوري تتيهيأ لربيع أمنياتي ، في استدارة الكون ، و فرح الجاذبية بنشأة التجاذب .
4/
كانت نسبية آينشتاين تقيس المسافة بين الحلم ، والزمن في روعة التفاوت بين أملاح الكائنات ، مازال الحلم ملح التَّخيل وماء الخيال ، عذوبة اللون ومذاق الحياة.
الحلمُ حقيبةٌ مغلقة ٌ ، مليئة بكراسات الرسم ، و أقلام التلوين .
الحلمُ دائماً أبيض ، أو أخضر ، أو وردي .
الحلمُ لا يمنح نفسه تحت مظلة سوداء .
الحلمُ تربة من طينٍ ، نحن من يجيد تخصيبها بأجمل النوايا .
الحلمُ طائر عنقاء ، يتشكل حقيقة لمن يؤمن به .
الحلمُ غيمةٌ لزجة ، يندس في رحمها غيث الرؤى .
الحلمُ سحابةٌ يتصدَّرها صبرٌ لا تمطر إلا بالدعاء .
الحلم تفاصيل هاربةٌ منا ، نحاول استعادة أنفاسها بخيالها في الحياة .
الحلم زمنٌ معتقلٌ رهن لحظة التمنى ، يمكننا أن ندير اتجاه عقاربه متى نشاء !

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :