تكتبها :: نيفين الهوني

1

مؤلمة هي دفقات الحزن.. تخترق فؤادك وكيانك كبركانٍ ثائر، تمزق ما بقي في داخلك من مشاعر أخوية.. ولكنها الحقيقة الممهورة ببصمات اختيارك …التاركة اثارا على صفحات الماء الرقراق في مآقيك.. فأصعب اللحظات وجعا عندما يتجاهلك الصديق الذي اخترته دون كل من حولك ويعاملك كغريب تقابله للمرة الأولى، يقسو عليك وأنت لا تعرف السبب!!!!! يعاقبك على خطأ لا تعرف إن كنت قد اقترفته بعفوية أو بقصد أو ربما أنت حقا لم تفعله أبدا وأن الأمر لا يعدو كونه سوء فهم أو سوء ظن ربما!!

2

وتظل تغالط نفسك وتخبرها بأنك تتخيل وأن صديقك هذا لازال كما عهدته.. وأن ما يجمعكما أكبر من أن يتوقف هنا.. ثم تعود لتعترف بتجاهله لك وتبدأ من جديد في محاورة نفسك ومجادلتها متسائلا ما الذي قد ارتكبته بحق هذا الصديق!! وعبثاً تحاول فلا تصل إلى نتيجة ولا يعترف لك هو بسبب واضح، تتصارع الافكار في داخلك وتنهشك الهواجس، وتسكن يومك تساؤلات اليأس.. ربما ملَ مني.. ربما ضايقه تدخلي واعتبرني مقتحماً لحياته دونما اذنٍ منه … ربما …. وربما.. وربما.. وتصمت ألما وتحاول تناسى الحزن واسكات آنات روحك، وتندفع باتجاه معرفة السبب.. وفي اللحظة الأخيرة تُحجم عن التقدم والسؤال …تخشى الا تجد سبباً مقنعاً لهذا التجاهل فتكون طامة كبرى

3

هي الحقيقة التي تلفظك ألما وتشبعك وجعا.. وتتركك تصارع تيارات دواخلك.. التي ما انفكت سابقا تجبرك على التسامح.. وعلى تمرير المواقف.. وعلى جبر الخواطر.. وتجاهل الموجع لخاطرك المنكسر اثناء وبعد هذه الصداقة.. هي ذات الحقيقة التي ستجبرك اليوم على الانسحاب وبهدوء دون ضوضاء.. ودون تعبير عن ضجيج الثورة التي بداخلك.. احتراما لكوة من ذكريات كانت جميلة.. لذا يجب الحفاظ عليها وحمايتها من التلف في زاوية القلب اليمنى.. حيث لا بقاء للأحياء ولا موت للأحباء

لحْمٌ وَطَنِي / علي جمعة إسبيق

على وقع الصوت الجهور من أقصى المربوعة ، عند زاوية الباب القائمة ( أربعة أربعة يا جماعة ) ، اللحم بحجم الذراع ، يسمونه وطني نسبة إلى منشأ الذبيحة التي طبعت عليها تربة برقة الحمراء ، تقابل النواب الأربعة ، يقول النائب الأول ( أمن مصر من أمننا ) ، يجيبه الثاني ( الاتفاق مع تركيا يحمي مصالحنا في الحدود البحرية ) ، يقول الثالث الإمارات لم تأخذ لقاء دعمها لنا شيئا ، يردد الرابع بعد أن ابتلع قطعة اللحم بمساعدة علبة سعادة غازية ، قطر فعلت أكثر من ذلك ولم تتلق حتى الشكر وهو أقل مرتبة للامتنان ، تتصادم ملاعق النواب ببعضها في قاع الرباعة ، أنتهى الأرز المبوخ ، تقرع الجميع وانتهت وجبة وطنية شعبية اتفق الجميع على الإشادة بها

المريضة

يصرخ الوزير في حجرة الفندق، (كارثة كارثة)، يركض الوزراء الآخرين من حجرهم نحو حجرة زميلهم، ينظروا إلى الشاشة، يضعون أيديهم على رؤوسهم من هول الصدمة، لقد شاهدوا صورة لفتاة على الشاشة تخبر المذيعة عن وضعها الصحي وهي تضحك وسع فمها..في مساء الأمس وجد وزير الصحة هذه الفتاة على باب الفندق، لقد كانت جميلة للغاية، ولأول مرة قرر أن يساعدها، وبعد أن اصطحبها لغرفته، تتابع الوزراء خلفه لنيل حصتهم من جسدها المتعب، لكن بعد أن أفرغوا شهوتهم طردوها ولم ينفذوا وعودهم لها..

الفتاة تضحك وهي تقول بأنها مصابة بالإيدز..

تيوس تحت قبة البرلمان

هكذا عنونت الصحف الأجنبية، بعد فرار عدة تيوس من عربة الجزار، كان الجزار يصرخ ملء حنجرته، يطلب من الجميع أن يفزع معه للملمة قطيع التيوس الفارة، التيوس امسكوا التيوس)، كانت التيوس تسير على غير هدى، يطاردها العامة، بعد أن تعب الجميع من المطاردة، اتفقوا على توجيهها لأقرب مكان مغلق ليتسنى لهم الامساك بها، لم يكن من باب الصدفة أن يكون المبنى الأقرب للتيوس هو مقر البرلمان، دخلت التيوس على غير هدى، اقتحمت المبنى الذي وجهها الناس إليه، دخلت القاعة، وأخذت أماكن النواب، لتلتقط عدسات الصحفيين صورة للتيوس تحت قبة البرلمان

الخبز

يسمي أطفاله الخمسة وهو يعد الخبز الذي اشتراه بديناره الوحيد سالمة، مرضية، حمد، راف الله نفذ الخبز ومازالت عائشة، يمسك ابنه راف الله يقسمه بالنصف، يمسح عرق جبينه ويردد اسم عائشة متنفسا الصعداء