قبس من نور سورة النور

قبس من نور سورة النور

عيسي المنوني
سورة “النور” لم يبتدئ العظيم في القرآن العظيم سواها بتعظيم ، اختصها من بين كل القرآن أن افتتحها بالثناء عليها فقال : 
ـ (سُورَةٌ) والسورة في اللغة هي الأمر المنيف المرتفع عما حوله ، وكذلك هي من بين سور القرآن .
وهي مدنية باتفاق أهل العلم ولا يعرف مخالف في ذلك 
ـ ثم قال : (أَنْزَلْنَاهَا) (وَفَرَضْنَاهَا) وكلُّ القرآن كذلك ، لكن لها تنزيل وفرضية خاصة تليق بها . 
والسورة لها تعلق بعموم المجتمع ولكنها أخص في شأن النساء فأخرج أبو عبيد أن عمر رضي الله تعالى عنه كتب للأمصار : تعلموا سورة براءة وعلموا نساءكم سورة النور. وعن مجاهد قال : عَلِّمُوا رجالكم سورة المائدة وعَلِّمُوا نسائكم سورة النور . 
ومما قاله الحافظ ابن حجر الهيتمي عن سورة النور وتعليمها للنساء قال : أي لما فيها من الأحكام الكثيرة المتعلقة بهن المؤدي حفظها وعلمها إلى غاية حفظهن عن كل فتنة وريبة كما هو ظاهر لمن تدبرها .
ـ ثم قال تعالى : (وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) والقرآن بيّن كله ، لكنْ هنا (فِيهَا) بيان فوق البيان ، ، فأحكامها واضحة معللة ليس فيها أدنى التباس ، فليس فيما تنزلت من أجله من متشابه القرآن شيء ، لأن قضايا الأعراض وحمايتها من الدنس ليست من المسائل التي يُقال فيها (اختلف العلماء) ، نعم يختلفون في تقدير الوسيلة الموصلة إلى الغاية ، وتبعاً لذلك يختلفون في حكم الوسيلة ، فيختلفون مثلاً :
هل تغطية الوجه للمرأة أمام أجنبي عنها واجبة أم مستحبة ؟
لكن لو تبين أن “كشفه” موصل يقيناً إلى الفاحشة فلا خلاف بينهم في تحريمه ،
بل لو قُدر أن “تغطيته” مآلها كذلك فالتحريم قول واحد عند كلّ فقيه .
ولأجل ألا تقع الأعراض ضحية الخطأ والصواب ، وتضطرب طرائق المربين بحثاً عن العلاج ؛ 
تكرر التأكيد فيها (سبع مرات) أن السورة بيّنةٌ أشد البيان :
1.  (وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (1)
2.  (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ) (34)
3.  (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (46)
4.  (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (54)
5.  ( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (58)
6. ( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (59)
7. ( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (61)
فويحُ من تركها واستعاض بغيرها من تجارب البشر ، طلباً للطُرق (الإيجابية) فيما يزعم …..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :